حديث: المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (٢٧٣)﴾
فيها فقال: «أقم حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها» قال: ثم قال: «يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش (أو قال سدادا من عيش) ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانًا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش (أو قال سدادا من عيش) فما سواهن من المسألة، يا قبيصة سحتًا يأكلها صاحبها سحتا».
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٤٤) من طرق عن حماد بن زيد، عن هارون بن رياب، حدثني كنانة بن نعيم العدوي، عن قبيصة بن مخارق الهلالي، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي يبين ضوابط الاستحقاق في طلب المساعدة المالية:
الحديث:
عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال: تحملت حمالة، فأتيت رسول اللَّه ﷺ أسأله فيها فقال: «أقم حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها» قال: ثم قال: «يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش (أو قال سدادا من عيش) ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانًا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش (أو قال سدادا من عيش) فما سواهن من المسألة، يا قبيصة سحتًا يأكلها صاحبها سحتا».
شرح المفردات:
● تحملت حمالة: الحمالة هي الكفالة أو الضمان، أي تكفل بدفع دية أو دين عن آخرين.
● جائحة: مصيبة أو كارثة طبيعية تدمر المال كالفيضان أو الحريق.
● اجتاحت ماله: أتت على ماله فأهلكته بالكلية.
● قواما من عيش: ما يقوم بأمر المعيشة ويحقق الكفاية.
● سدادا من عيش: ما يسد الحاجة الأساسية للحياة.
● فاقة: فقر شديد وحاجة ملحة.
● ذوي الحجا: أصحاب العقول الراجحة والأحلام الناضجة.
● سحتا: الحرام الخبيث الذي يأثم آكله.
شرح الحديث:
يذكر قبيصة بن مخارق أنه تكفل بدفع دية أو دين عن غيره (حمالة)، فلما ثقل عليه هذا العبء، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالبًا المساعدة. فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالانتظار حتى تأتي أموال الصدقة ليعطيه منها.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم له وللأمة الضوابط الشرعية التي تجيز للمسلم أن يطلب المساعدة من الناس، محصرًا إياها في ثلاثة أصناف فقط، وما عداها فإن المسألة تكون حرامًا:
1- الذي تحمل حمالة (كفالة أو ضمانًا): وهو من تكفل بدفع دية أو دين عن آخرين بدافع الإصلاح بين الناس أو مساعدة المحتاج، ثم عجز عن الوفاء بهذا الالتزام. فهذا يجوز له أن يسأل الناس حتى يجمع المبلغ الذي تكفل به، فإذا حصل عليه يمتنع عن السؤال.
2- الذي أصابته جائحة اجتاحت ماله: وهو من كانت له ثروة أو مال، فجاءته كارثة طبيعية أو حادث مفاجئ أتى على كل ماله أو جلّه، كالفيضان أو الحريق أو المرض الذي يستنزف الأموال. فهذا يجوز له أن يسأل حتى يحصل على ما يمكنه من العودة إلى حال الكفاف والاستقرار المعيشي.
3- الذي أصابته فاقة (فقر مدقع): وهو من أصبح في فقر شديد لا يجد ما يسد حاجته الأساسية، بشرط أن يشهد ثلاثة من عقلاء قومه المعدلين، المعروفين بالحكمة والصدق، على أن هذا الشخص قد أصابه الفقر حقًا. فإذا تحقق ذلك، جاز له أن يسأل حتى يحصل على ما يقيم أوده ويسد حاجته.
وختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بتغليظ تحريم المسألة خارج هذه الحالات، ووصف ما يأخذه الشخص من مال من هذه المسألة المحرمة بأنه سحت، أي مال خبيث حرام، يأثم بآكله.
الدروس المستفادة:
1- الحث على الصبر والاعتماد على النفس: الأصل في المسلم أن يعف نفسه عن السؤال ويتجنب ذل السؤال.
2- تنظيم طلب المساعدة: جعل الإسلام طلب المساعدة محصورًا في حالات الضرورة القصوى وبضوابط محددة، حفظًا لكرامة الإنسان ومنعًا للتسول.
3- تشجيع الإصلاح بين الناس: إباحة السؤال لمن تحمل دية أو دينًا لإصلاح ذات البين يحث الناس على التكافل وحل المشكلات.
4- التكافل الاجتماعي: وجوب مساعدة من وقع في كارثة أو فقر شديد، ليعود فردًا منتجًا في المجتمع.
5- التثبت في أحوال الناس: اشتراط شهادة ثلاثة من العقلاء على الفقر يدل على أهمية التثبت وعدم التهاون في إعطاء الأموال.
6- تحذير شديد من أكل الحرام: وصف المال المكتسب من المسألة غير المشروعة بالسحت يدل على عظم الجرم.
معلومات إضافية:
- الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُعد أصولًا في باب تحريم المسألة.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على تحريم سؤال الناس من غير حاجة حقيقية.
- "قواما من عيش" أو "سدادا من عيش" يعني أن الهدف هو تحقيق الكفاية وليس الغنى أو الترف.
- الحكمة من تحديد هذه الحالات الثلاث هي منع التكاسل والتواكل، مع سد حاجة من وقع في مشكلة حقيقية طارئة.
نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
تخريج الحديث
وانظر أحاديث أخرى في النهي عن المسألة في كتاب الزكاة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 185 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 160 حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر
- 161 كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته
- 162 طول القنوت
- 163 صلوا رجالا قياما على أقدامكم أو ركبانا
- 164 عثمان يقول: لا أغير شيئًا من مكانه
- 165 إذا وقع الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه
- 166 عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت
- 167 إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي
- 168 أحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا
- 169 إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام
- 170 لا إكراه في الدين
- 171 نحن أحق بالشك من إبراهيم
- 172 أول من يقضى عليه يوم القيامة شهيد وعالم وجواد
- 173 يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس
- 174 قول ابن عباس في تفسير: أيود أحدكم أن تكون له...
- 175 من يأتِ بالقنو فيه الشيص والحشف فيعلقه
- 176 لا تخرص هذا التمر
- 177 أنفقوا من طيبات ما كسبتم
- 178 من أفضل العناوين المقترحة للحديث: **"خير الطعام ما كان من عمل...
- 179 أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله...
- 180 يد الله ملأى لا تغيضها نفقة
- 181 رجل تصدق فأخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
- 182 ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء
- 183 المسكين الذي يتعفف ولا يسأل الناس إلحافًا
- 184 من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف
- 185 المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
- 186 تحريم تجارة الخمر بعد قراءة آيات الربا
- 187 آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه
- 188 نهى النبي عن ثمن الكلاب وثمن الدم وآكل الربا وموكله
- 189 الرجل الذي في النهر آكلوا الربا
- 190 ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى...
- 191 ولا يقبل الله إلا الطيب
- 192 تلقّت الملائكة روح رجل فقالوا: أعملت من الخير شيئًا؟
- 193 من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله
- 194 من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس...
- 195 من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثليه صدقة
- 196 آخر شيء نزل من القرآن: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى...
- 197 آخر اية نزلت من القرآن الكريم
- 198 ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا
- 199 هذه نسخت ما قبلها
- 200 اشترى رسول الله طعامًا بنسيئة ورهن درعه
- 201 قد أنزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها
- 202 وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي...
- 203 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
- 204 ابن عمر يبكي عند تلاوة الآية ويقول: لئن أخذنا الله...
- 205 قولوا: سمعنا وأطعنا نسختها آية لا يكلف الله نفسا إلا...
- 206 ما تجاوز الله عنه من حديث النفس ما لم يتكلم...
- 207 إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم
- 208 القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن
- 209 قلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانًا
معلومات عن حديث: المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
📜 حديث: المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








