حديث: صلوا رجالا قياما على أقدامكم أو ركبانا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩)﴾

عن نافع أن ابن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال: فذكر صفة صلاة الخوف ثم قال: فإن كان خوف هو أشدّ من ذلك صلوا رجالًا قياما على أقدامكم، أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها.

متفق عليه: رواه مالك في صلاة الخوف (٣) عن نافع، فذكره.

عن نافع أن ابن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال: فذكر صفة صلاة الخوف ثم قال: فإن كان خوف هو أشدّ من ذلك صلوا رجالًا قياما على أقدامكم، أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من رواية نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يصف فيه كيف كان ابن عمر رضي الله عنهما يصف صلاة الخوف، ثم يذكر الحالة الأشد منها.

أولاً. شرح المفردات:


● صلاة الخوف: هي الصلاة التي يؤديها المسلمون في حالة الخوف من عدو، وقد شرعها الله تعالى رحمة بهم وتيسيراً عليهم.
● رجالاً قياماً على أقدامكم: أي مشاةً واقفين على أرجلكم.
● ركباناً: أي راكبين على دوابكم (خيول، إبل، إلخ).
● مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها: أي سواء كانوا يتوجهون نحو الكعبة (القبلة) أو لا يتوجهون نحوها في حال الركوب.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا نافع أن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عندما كان يُسأل عن كيفية أداء صلاة الخوف – التي لها هيئات متعددة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم – كان يذكر إحدى تلك الهيئات المعروفة (ولم يذكرها الراوي هنا اختصاراً)، ثم يضيف إلى ذلك حالة أشد وأعظم خوفاً.
ففي الحالة التي يكون الخوف فيها شديداً جداً، بحيث لا يستطيع المصلون أن يؤدوا الصلاة بأي من الصفات المعتادة لصلاة الخوف (كأن ينقسم الجيش إلى طائفتين تصلي إحداهما والأخرى تحرس)، فإن الصلاة هنا تجوز على أوسع حال:
● يجوز لهم أن يصلوا وهم مشاة واقفون، ييمّمون ويَركعون ويسجدون إيماءً برؤوسهم حسب استطاعتهم.
● ويجوز لهم أن يصلوا وهم راكبون على دوابهم.
- وفي حالة الركوب، يجوز لهم أن يستقبلوا القبلة أول الصلاة إن تيسر ذلك، ثم إن استدارت بهم الدابة أثناء الصلاة فصلاتهم صحيحة، ولا يلزمهم استقبال القبلة طوال الوقت نظراً لشدة الخوف والحركة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- يسر الشريعة ومرونتها: تظهر هذه الرواية عظمة الشريعة الإسلامية ومرونتها، حيث راعت أحوال المسلمين حتى في أشد ظروفهم وأصعب أوقاتهم، وهي حالة القتال والخوف الشديد. فلم تُسقط عنهم الصلاة، بل يسرت عليهم أداءها بما يتناسب مع ظرفهم.
2- رفع الحرج والمشقة: مقصد عظيم من مقاصد الشريعة هو رفع الحرج عن الأمة. ففي حالة العجز عن أداء الصلاة بشكلها الكامل، يؤتى منها بما يستطاع، ويكتفى بالإيماء بالركوع والسجود.
3- أهمية الصلاة: إن الأمر بالصلاة في هذه الحالة الشديدة يدل على عظم مكانة الصلاة في الإسلام، وأنها لا تسقط حتى في ساحة القتال، بل must be performed even in the most difficult circumstances.
4- الاجتهاد في تطبيق النصوص: قول ابن عمر رضي الله عنهما "فإن كان خوف هو أشد من ذلك..." هو فهم منهاجي واستنباط من النصوص العامة وروح الشريعة، التي تأمر بأداء الصلاة في كل حال، كما في قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239]. فابن عمر رضي الله عنهما يطبق هذه الآية الكريمة على أشد حالات الخوف.
5- التدرج في أحكام العبادات: الشريعة تأمر بالتكيف مع الظروف. فصلاة الخوف لها هيئات متعددة، تبدأ من الهيئة الأقرب إلى الصلاة الكاملة (إذا كان الخوف يسيراً) وتنتهي بالهيئة المذكورة هنا (إذا كان الخوف شديداً جداً).

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه الصفة (الصلاة في الحالة الشديدة) هي أوسع صفات صلاة الخوف وأخفها، وهي مناسبة لخوف المطاردة أو الهجوم المفاجئ الشديد.
- الإيماء في الصلاة: يكون بالإشارة بالرأس، فيجعل الركوع أخفض من السجود، فيومئ للركوع ثم للسجود.
- إذا صلى الراكب مستقبل القبلة في أول الصلاة ثم تحولت دابته، فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، لعموم قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]، والتي نزلت في صلاة الخوف.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صلاة الخوف (٣) عن نافع، فذكره.
قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد اللَّه بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول اللَّه ﷺ. ورواه البخاري في التفسير (٤٥٣٥) من طريق مالك به. ورواه مسلم في صلاة الخوف (٣٠٦: ٨٣٩) من حديث موسى بن عقبة، عن نافع. وجاء فيه: وقال ابن عمر: فإذا كان خوف أكثر من ذلك فصل راكبًا، أو قائما تومئ إيماءًا.
وقوله: ﴿فَرِجَالًا﴾ أي فصلوا را جلين، وهو جمع راجل، كقائم وقيام.
وقوله: ﴿أَوْ رُكْبَانًا﴾ أي أو فصلوا ركبانا جمع راكب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 163 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلوا رجالا قياما على أقدامكم أو ركبانا

  • 📜 حديث: صلوا رجالا قياما على أقدامكم أو ركبانا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلوا رجالا قياما على أقدامكم أو ركبانا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلوا رجالا قياما على أقدامكم أو ركبانا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلوا رجالا قياما على أقدامكم أو ركبانا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب