حديث: إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (٢٥٣)﴾

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى اللَّه إلي، فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨١)، ومسلم في الإيمان (١٥٢) كلاهما من طريق الليث، حدّثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى اللَّه إلي، فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث فضائل النبي ﷺ وخصائصه، رواه الإمام البخاري في صحيحه. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● ما من الأنبياء من نبي: أي كل نبي من الأنبياء.
● أعطي من الآيات: الآيات هنا指 المعجزات والحجج الدالة على صدق نبوته.
● ما مثله آمن عليه البشر: أي معجزات واضحة وقوية بحيث يصدقها البشر ويؤمنون بها.
● أوتيت وحياً أوحى الله إلي: أي أن معجزتي الرئيسية هي القرآن الكريم، الذي هو وحي من الله تعالى.
● أرجو أن أكون أكثرهم تابعاً: أي أتمنى أن يكون أتباعي يوم القيامة أكثر من أتباع أي نبي آخر.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن كل نبي من الأنبياء السابقين أيده الله بمعجزات حسية مادية (كإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى لموسى عليه السلام، أو إحياء الموتى وإنزال مائدة من السماء لعيسى عليه السلام) كانت بمثابة براهين ساطعة وحجج قاطعة على صدق نبوتهم، آمن بها الناس في زمانهم.
أما معجزة النبي محمد ﷺ الأساسية والخالدة فهي القرآن الكريم، وهو كلام الله المعجز المنزل عليه بالوحي، الذي تحدى الله به الإنس والجن أن يأتوا بمثله أو بعشر سور أو حتى بسورة من مثله فعجزوا. وهي معجزة عقلية روحية خالدة إلى يوم القيامة، تختلف عن المعجزات الحسية التي تنتهي بموت صاحبها.
ثم يعبر النبي ﷺ عن رجائه وأمله في أن يكون أكثر الأنبياء أتباعاً يوم القيامة بسبب هذه المعجزة الخالدة، التي يستمر أثرها ودعوتها إلى قيام الساعة، فيدخل في الإسلام من يدخل في كل عصر ومصر.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة القرآن الكريم: فهو المعجزة الخالدة، والحجة البالغة على صدق نبوة محمد ﷺ.
● التميز الذي خص الله به هذه الأمة: فمعجزة نبيها مستمرة ومتجددة، يتعبد بها إلى يوم القيامة.
● فضل النبي ﷺ وعلو منزلته: حيث تحقق رجاؤه ﷺ فأصبح أكثر الأنبياء أتباعاً، وشهدت له بذلك الأحاديث الصحيحة.
● الحكمة الإلهية: في جعل معجزة الإسلام عقلية خالدة تناسب ختم الرسالات وكونها عالمية لكل الناس إلى قيام الساعة.
● الاعتصام بالوحي: فها هو النبي ﷺ يفتخر بوحي الله ويجعله أعظم آية، فليكن هو ملاذنا وحجتنا.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأدلة على أن القرآن هو أعظم معجزة على الإطلاق.
- تحقق رجاء النبي ﷺ، فكما في الصحيحين أنه يُحشر يوم القيامة ومعه سبعون ألفاً من أمته يدخلون الجنة بغير حساب.
- من حكمة الله أن جعل معجزة خاتم الأنبياء معجزة عقلية خالدة، لأن المعجزات الحسية ينقطع أثرها بموت صاحبها، أما القرآن فباقٍ محفوظ إلى يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨١)، ومسلم في الإيمان (١٥٢) كلاهما من طريق الليث، حدّثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 167 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي

  • 📜 حديث: إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب