حديث: إذا وقع الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٢٤٣)﴾

عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» فرجع عمر من سرغ.

متفق عليه: رواه مالك في كتاب الجامع (٢٤) عن ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة فذكره.

عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» فرجع عمر من سرغ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يرزقنا الفهم في دينه والعمل بسنّة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم الذي ذكرته رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تتعلق بأحكام الطواعين والأوبئة، وفيه توجيه نبوي حكيم في كيفية التعامل معها. وإليك الشرح المفصل له على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● سرغ: اسم موضع بين المدينة المنورة ودمشق، وهو مكان قريب من تبوك. كان عمر رضي الله عنه متوجهاً إلى الشام فتوقف فيه.
● الوباء: المرض العام الذي ينتشر ويصيب كثيراً من الناس، ويُطلق عليه في الاصطلاح الحديث "الوباء" أو "الجائحة".
● قد وقع بالشام: أي حدث وانتشر فيها.
● فراراً منه: أي هرباً خوفاً من الإصابة به.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عامر بن ربيعة أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج قاصداً أرض الشام، فلما وصل إلى مكان يسمى "سرغ" بلغه خبر انتشار الطاعون في الشام. عندها أخبره الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إذا سمعتم بالوباء في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه». فما كان من عمر إلا أن استجاب لهذا التوجيه النبوي وعاد من حيث أتى.
وهنا تظهر عظمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تطبيقه للسنة النبوية، فمع كونه خليفة للمسلمين وقائداً عظيماً، إلا أنه لم يستكبر عن الرجوع والانصياع لأمر النبي ﷺ.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب الأخذ بتوجيهات النبي ﷺ في الوقاية من الأمراض: فقد بيّن ﷺ الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأوبئة وهو عدم الدخول إلى الأرض الموبوءة وعدم الخروج منها فراراً عند وقوعها.
2- الحكمة من النهي عن الدخول إلى الأرض الموبوءة: وذلك لمنع انتشار المرض وحماية الأصحاء من العدوى.
3- الحكمة من النهي عن الخروج من الأرض الموبوءة فراراً:
- لأنه قد يكون حاملاً للعدوى وينقلها إلى مناطق أخرى.
- ولأن في الخروج فراراً من قدر الله تعالى، والمسلم يؤمن بقضاء الله وقدره.
- ولأن في الصبر والبقاء مع المصابين تخفيفاً عنهم ومواساة لهم.
4- التعاون بين المسؤولين وأهل العلم: كما حصل بين عمر وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، حيث استمع الأمير لنصيحة العالم وطبّقها.
5- القدوة في تطبيق السنة: فعل عمر رضي الله عنه يعلمنا أن المسؤول يجب أن يكون أول المطبقين لتعاليم الإسلام.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول "الحجر الصحي" في الإسلام، الذي سبق به التشريع الإسلامي جميع النظم الطبية الحديثة.
- العلماء استنبطوا من هذا الحديث أن التداوي والوقاية لا يتعارضان مع التوكل على الله، بل هما من الأسباب المشروعة التي أمرنا الله بالأخذ بها.
- الفقهاء ذكروا أن من بقي في أرض الوباء صابراً محتسباً مات فيها، فإنه يكتب له أجر الشهيد كما في الأحاديث الصحيحة.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعاً من كل وباء وبلاء، وأن يرزقنا الفقه في دينه والاتباع لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في كتاب الجامع (٢٤) عن ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة فذكره. ورواه البخاريّ في الطب (٥٧٣٠)، ومسلم في السلام (١٠٠: ٢٢١٩) كلاهما من طريق مالك به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 165 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا وقع الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه

  • 📜 حديث: إذا وقع الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا وقع الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا وقع الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا وقع الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب