حديث: من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (٢٧٣)﴾

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ قال: «من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف، وهو مثل سف الملة» يعني الرمل.

حسن: رواه النسائي في الكبرى (٢٣٧٥) عن أحمد بن سليمان، عن يحيى بن آدم، عن سفيان -وهو ابن عيينة-، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ قال: «من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف، وهو مثل سف الملة» يعني الرمل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي ذكر رواه أبو داود في سننه، وسأقوم بشرحه وبيان معناه على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● سأل: طلب المال من الناس (أي سؤال المساعدة المالية مع وجود القدرة على الكسب).
● وله أربعون درهماً: يملك مالاً يبلغ قيمته أربعين درهماً من الفضة (وهو مبلغ كان يعتبر فيه قدرة على الاستغناء عن السؤال في ذلك الزمن).
● ملحف: من الإلحاف في السؤال، أي يكثر من السؤال ويبالغ فيه مع عدم الحاجة الحقيقية.
● سَفُّ المَلَّة: "سَفُّ" يعني حكُّ أو حتُّ الشيء. و"المَلَّة" هي الرمل الناعم. فالمقصود هو حك الرمل أو كشطه، وهو تعبير مجازي.


2. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف: أن الشخص الذي يملك مالاً يكفيه لقوته وقوت عياله (والمقياس هنا كان أربعين درهماً في ذلك العصر كمثال للكفاية)، ومع ذلك يصر على سؤال الناس وتكرار طلب المساعدة منهم – فهو "مُلَحِّف" في سؤاله.
ثم ضرب النبي ﷺ مثلاً لتبيين عاقبة هذا الفعل وعدم بركته، فقال: «وهو مثل سَفِّ المَلَّة».
* التشبيه: يشبه النبي ﷺ سؤال هذا الشخص الذي يملك قوته بمن يحك الرمل الناعم بيده.
* تفسير التشبيه: كما أن من يحك الرمل بيده لا يجني منه إلا التعب وقلة الفائدة (فالرمل لا يثبت في اليد وينتثر)، كذلك من يسأل الناس بغير حاجة؛ فإن سؤاله هذا ينتقص من ماله وحياته ولا يزيده إلا ذلاً وقلة بركة. فهو يتعب نفسه ويذلّها للسؤال، وفي النهاية لا يحصل على فائدة حقيقية تذكر، بل قد ينقص ماله الحالي بسبب عدم البركة أو بسبب ما ينفقه في غير موضعه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم السؤال مع الغنى: يندب الحديث إلى تحريم سؤال الناس عند وجود القدرة على الكسب والاستغناء. وهو من الكبائر التي حذر منها الإسلام لما فيها من ذل للعبد ومخالفة للقدرة التي منحه الله إياها.
2- الحث على الكرامة والعفة: يحث الإسلام المسلم على حفظ كرامته وعزته، بالاعتماد على الله أولاً ثم على سعيه وكده، وليس على سؤال الناس وذل اليد لهم.
3- ذم الإلحاف في الطلب: يذم الحديث صفة الإلحاف والتشدق في السؤال، وهي صفة ذميمة تنافي المروءة والاستعفاف.
4- قلة بركة مال السؤال: المال الذي يُكتسب من طريق السؤال المحرم لا بركة فيه، بل هو عرضة للزوال والنقصان، كما يزول الرمل من بين الأصابع.
5- مراعاة تغير المقادير: المقدار المذكور (أربعون درهماً) هو مثال للكفاية في زمن النبي ﷺ. والعبرة بالكفاية والحاجة، فما كان بمقداره في زماننا من المال الذي يكفي حاجة الإنسان ويغنيه عن السؤال فهو داخل في معنى الحديث.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● درجة الحديث: الحديث رواه أبو داود وهو حسن في صحيح أبي داود.
● الموقف الشرعي من السؤال: الأصل في السؤال أنه محرم إلا في حالات الضرورة القصوى أو الحاجة الملحة التي تبيح المحظورات.
● البديل الشرعي: بدلاً من السؤال، على المسلم أن يبحث عن العمل الشريف، وأن يتوكل على الله حق توكله، فإن الله سييسر له أمره ورزقه من حيث لا يحتسب.
● تحذير: هذا الحديث وعيد شديد لمن يسأل وهو قادر على الكسب، وفيه ترهيب من التهاون في هذا الأمر.
أسأل الله أن يعيننا على حفظ أعراضنا وكف حوائجنا عن الناس، وأن يرزقنا القناعة والغنى بالنفس، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (٢٣٧٥) عن أحمد بن سليمان، عن يحيى بن آدم، عن سفيان -وهو ابن عيينة-، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عمرو بن شعيب وأبيه غير أنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 184 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف

  • 📜 حديث: من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب