دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي

حديث: دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١)﴾

عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ﴾ دعا رسول اللَّه ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: «اللهم هؤلاء أهلي».

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٤: ٣٢) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام الترمذي، وغيرهما، عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. وهو حديث صحيح ثابت.

أولاً. شرح المفردات:

● فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ: هذه آية من سورة آل عمران (آية 61)، وتعرف بآية "المباهلة". والمباهلة هي الملاعنة والدعاء بأن ينزل الله لعنته على الكاذب من الفريقين المتجادلين في الدين.
● أهلي: المقصود بهم أهل بيته الأقربون الذين لهم منزلة خاصة عنده، وهم المطهرون من كل رجس.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن سبب نزول جزء من آية المباهلة، وهي قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}.
السياق التاريخي: جاء وفد من نصارى نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وجادلوه في شأن عيسى عليه السلام، فأنزل الله هذه الآية، داعياً إياهم إلى المباهلة. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين، وقال: «اللهم هؤلاء أهلي».
الدلالة العظيمة: في هذا الفعل النبوي الكريم عدة معانٍ جليلة:
1- تطبيق عملي للآية: بيّن النبي صلى الله عليه وسلم للمسيحيين ومن بعده للأمة من هم "أبناؤنا" و"نساؤنا" و"أنفسنا" المقصودون في الآية، فجعل:
● الحسن والحسين هما "أبناؤنا".
● فاطمة هي "نساؤنا".
● علي بن أبي طالب هو "أنفسنا"، وهذا أعلى درجات التشريف، حيث جعله كنيته.
2- تكريم وإعلاء لمنزلة أهل البيت: في هذا الموقف العظيم، اختار النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأربعة تحديداً ليمثلوا أهل بيته، مما يدل على علو مكانتهم وطهارتهم، لأن المباهلة لا يقدم عليها إلا من هو واثق من صدقه وطهارة من معه.
3- الرد العملي على أهل الكتاب: كان هذا الموقف أعظم دليل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان على استعداد للمباهلة بأقرب الناس إليه وأعزهم على قلبه، مما جعل نصارى نجران يتراجعون عن المباهلة ويعقدون الصلح.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- مكانة أهل البيت: الحديث يوضح المنزلة السامية التي يتمتع بها أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة الأربعة المذكورين، ويوجب على المسلمين محبتهم وتوقيرهم والاقتداء بهم، مع الاعتقاد بأن فضلهم لا يخرج بهم عن كونهم بشراً يُؤخذ من قولهم ويُرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
2- الشجاعة والثقة بالله: موقف النبي صلى الله عليه وسلم يعلّمنا الشجاعة في إظهار الحق والثقة المطلقة بنصرة الله لعباده المؤمنين.
3- الحكمة في الدعوة: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحجة العقلية والموقف العملي المقنع لدعوة الآخرين، وهي منهجية يجب على الدعاة أن يتعلموها.
4- بركة الطاعة ونتيجتها: عندما امتثل النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه، كانت النتيجة أن منّ الله عليه بالنصر دون حرب أو صراع، {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ} (سورة التوبة: 26).

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث هو أحد الأحاديث الأساسية في "حديث الكساء" وأحد أدلة إثبات فضل أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
- يجب على المسلم أن يحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويواليهم، محبةً في الله واتباعاً لسنته، دون غلوٍ يرفعهم فوق منزلتهم التي وضعهم الله فيها، ودون جفاء أو تقصير في حقهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٤: ٣٢) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: فذكره. والحديث بطوله مذكور
في فضائل الصحابة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 214 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي

📜 حديث: دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية