حديث: كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٨٦)﴾

عن عبد اللَّه بن عباس أن رجلا من الأنصار ارتدّ عن الإسلام، ولحق بالمشركين، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ وإلى آخر الآية، فبعث بها قومه، فرجع تائبا، فقبلَ النبيُّ ﷺ ذلك منه، وخلَّى عنه.

صحيح: رواه النسائي (٤٠٦٨)، وأحمد (٢٢١٨)، وصحّحه ابن حبان (٤٤٧٧)، والحاكم (٢/ ١٤٢) كلهم من حديث داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عباس أن رجلا من الأنصار ارتدّ عن الإسلام، ولحق بالمشركين، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ وإلى آخر الآية، فبعث بها قومه، فرجع تائبا، فقبلَ النبيُّ ﷺ ذلك منه، وخلَّى عنه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
● ارتدَّ عن الإسلام: أي ترك الإسلام بعد الدخول فيه، ورجع إلى الكفر.
● لحق بالمشركين: ذهب وانضم إلى جماعة المشركين في مكة أو غيرها.
● فأنزل الله تعالى: أي استجابةً لهذه الحادثة، أنزل الله الآية الكريمة التي ذكرت في الحديث.
● بعث بها قومه: أرسل أهل الرجل (قبيلته من الأنصار) إليه الآية الكريمة ليعظوه بها ويدعوه للعودة.
● فرجع تائبًا: عاد إلى المدينة مسلمًا نادمًا على ما فعل.
● فَقَبِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك منه: قبل النبي صلى الله عليه وسلم توبته واستتابته.
● وخلى عنه: لم يعاقبه ولم يؤاخذه بما فعل، بل ترك سبيله وهو آمن.
ثانيًا: شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن قصة رجل من الأنصار (سكان المدينة المنورة وناصرتها) كان قد آمن ثم ارتد عن دينه، وترك المدينة ولحق بأعداء الإسلام من المشركين.
فأنزل الله تعالى في شأنه الآية الكريمة من سورة آل عمران، وهي قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 86].
فلما بلغت هذه الآية قوم هذا الرجل (أهله وأقاربه من الأنصار)، أسرعوا وأرسلوها إليه ينصحونه ويخوفونه من عقاب الله، ويبينون له أن من كفر بعد إيمانه فقد ظلم نفسه وحرمها من هداية الله. فما كان من الرجل إلا أن رجع إلى رشده، وندم على فعلته، وعاد مسرعًا إلى المدينة المنورة تائبًا إلى الله.
فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، قبل النبي توبته، ولم يعاقبه على ردته، بل ترك سبيله وأسقط عنه العقوبة الدنيوية بقبول توبته.
ثالثًا: الدروس المستفادة والعبر:
1- سعة رحمة الله تعالى: القصة تدل على سعة رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، وأن باب التوبة مفتوح لكل من صدق في رجوعه إلى الله، حتى لمن ارتد عن دينه.
2- قبول توبة المرتد: الحديث أصل عظيم في قبول توبة المرتد إذا رجع إلى الإسلام حقًا، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
3- دور المجتمع في النصيحة: يظهر دور المجتمع المسلم في إنقاذ أفراده، حيث بادر قوم هذا الرجل بنصحه وإرسال الآية إليه، فكانوا سببًا في عودته إلى رشده. فالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية الجميع.
4- عظمة القرآن الكريم وتأثيره: يظهر تأثير القرآن العظيم في القلوب، فقد كانت هذه الآية الكريمة سببًا في هداية هذا الرجل ورده إلى الإسلام، فالقرآن هو النور والهدى.
5- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته: قبول النبي صلى الله عليه وسلم توبته دون مؤاخذة показывает رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته وحكمته في معالجة الأمور، حيث رأى في رجوعه صدق التوبة.
رابعًا: معلومات إضافية مهمة:
- هذه القصة نزلت فيها الآية الكريمة، وهي من أسباب النزول.
- العقوبة الشرعية للردة (القتل) إنما هي على من أصر عليها ولم يتب، أما من تاب وراجع الإسلام فإنه تقبل توبته وتسقط عنه العقوبة.
- التوبة التي تقبل هي التي تكون خالصة لله، صادقة، مع الإقلاع عن الذنب والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويحسن خاتمتنا، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٠٦٨)، وأحمد (٢٢١٨)، وصحّحه ابن حبان (٤٤٧٧)، والحاكم (٢/ ١٤٢) كلهم من حديث داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.
وفي بعض الروايات: ثم ندم الرجل فأرسل إلى قومه: سلوا رسول اللَّه ﷺ: هل لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول اللَّه ﷺ، فقالوا: إن فلانا ندم، وإنه قد أمرنا أن نسألك: هل من توبة؟ فنزلت: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٨٦) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (٨٧) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٨) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٨٩) قال: فحملها إليه رجل من قومه، فقرأها عليه، فقال الحارث: إنك واللَّه ما علمت لصدوق، وإن رسول اللَّه ﷺ لأصدق منك، وإن اللَّه لأصدق الثلاثة، قال: فرجع الحارث، فأسلم، فحسن إسلامه.
رواه عبد الرزاق في تفسيره (١/ ١٣١) إلا أنه لم يثبت في الأخبار الصحيحة أن اسمه الحارث ابن سويد، لأن الحارث هذا مخزومي، وليس بأنصاري، فإن المشهور الذي جاء ذكره في الأخبار الصحيحة أنه أنصاري، وكذا قال أيضًا الحافظ ابن حجر في «الإصابة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 219 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم

  • 📜 حديث: كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب