إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر

حديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧)﴾

عن عبد اللَّه بن عمر عن النبي ﷺ قال: «إن اللَّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر».

حسن: رواه الترمذيّ (٣٥٣٧) وابن ماجه (٤٢٥٣) وأحمد (٦١٦٠) وصحّحه ابن حبان (٦٢٨) والحاكم (٤/ ٢٥٧) كلهم من حديث ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن ابن عمر، فذكره، إلا أنه وقع في سنن ابن ماجه: «عن عبد اللَّه بن عمرو» وهو وهم، كما قال المزي في التحفة (٥/ ٣٢٨).

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد اللَّه بن عمر عن النبي ﷺ قال: «إن اللَّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والأمل، يفتح الله تعالى به أبواب التوبة لعباده حتى آخر لحظة في حياتهم.

الحديث بلفظه:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ».
(رواه الترمذي في سننه، وقال: حديث حسن، ورواه ابن ماجه وأحمد في مسنده، وصححه الألباني)

1. شرح المفردات:

* يَقْبَلُ: يأخذها ويغفرها لصاحبها، ويمحو أثر الذنب.
* تَوْبَةَ الْعَبْدِ: عودته ورجوعه إلى الله تعالى، بندم على ما فات، وإقلاع عن المعصية، وعزم على عدم العودة إليها.
* يُغَرْغِرْ: الغرغرة هي وصول الروح إلى الحلقوم عند خروجها عند ساعة الموت، حين يتحشرج الصدر ويصعد النفس، وهي علامة على حضور الموت وحلول الأجل. سُميت بذلك لصوتها الذي يشبه صوت الماء عند الغرغرة.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن باب التوبة مفتوح على مصراعيه أمام العبد طوال عمره، منذ بلوغه إلى أن تصل روحه إلى حلقه عند ساعة الموت. فما دام القلب ينبض والعقل حاضر، فإن الله تعالى يقبل توبة التائب ويندم على ما فعل من ذنوب، مهما عظمت وكبرت، إلا أن تكون من الكبائر التي تتعلق بحقوق العباد، فلا بد من ردها إليهم أو التحلل منهم.
ووقت الغرغرة هو الوقت الذي يُعاين فيه الإنسان ملك الموت ويشاهد أمر الآخرة، فحينئذ تنقطع الأعمال وتُرفع الأقلام، ولا تنفع التوبة لأنها صدرت في وقت لا يقبل فيه عمل.

3. الدروس المستفادة منه:

1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث من أعظم أدلة سعة رحمة الله وعفوه، وأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
2- الحث على المبادرة إلى التوبة: مع أن الباب مفتوح، إلا أن التأخير خطر عظيم، فلا يدري الإنسان متى يفاجئه الموت، فالتوبة واجبة على الفور.
3- التحذير من التسويف: لا ينبغي للمسلم أن يغتر بهذا الحديث ويؤخر التوبة قائلاً "لا زال أمامي وقت"، فإن الموت يأتي بغتة.
4- اليقين بقبول التوبة: يجب على التائب أن يثق بأن الله سيقبل توبته إذا صدق فيها، ولا يقنطه الشيطان من رحمة الله.
5- بيان انقطاع الأعمال بالموت: إذا بلغت الروح الحلقوم انقطع عمل العبد وانهتت فرصته في التكفير عن سيئاته بعمل صالح أو توبة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث مخصص لعموم قوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17]. فبيَّن الحديث أن "من قريب" يعني قبل الموت والغرغرة.
* هناك من الذنوب ما لا تقبل توبته بدون شرط، كالتوبة من ظلم العباد، فلا بد من رد المظالم إلى أهلها أو التحلل منهم.
* ينبغي للمسلم أن يجدد التوبة دائمًا، فإن الذنب قد يقع من الإنسان وهو لا يشعر، والتوبة النصوح هي التي لا عودة بعدها.
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا ويقبل توبتنا، وأن يتوفانا وهو راض عنا.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٥٣٧) وابن ماجه (٤٢٥٣) وأحمد (٦١٦٠) وصحّحه ابن حبان (٦٢٨) والحاكم (٤/ ٢٥٧) كلهم من حديث ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن ابن عمر، فذكره، إلا أنه وقع في سنن ابن ماجه: «عن عبد اللَّه بن عمرو» وهو وهم، كما قال المزي في التحفة (٥/ ٣٢٨).
وقال الترمذيّ: «حسن غريب».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل ابن ثوبان وهو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 272 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر

📜 حديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية