حديث: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (١٩)﴾

عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها، فنزلت هذه الآية في ذلك.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٧٩) عن محمد بن مقاتل، حدّثنا أسباط بن محمد، حدّثنا الشيباني سليمان بن فيروز، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها، فنزلت هذه الآية في ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يسلط الضوء على عادة جاهلية باطلة أبطلها الإسلام بشرعه الحكيم.

أولاً. شرح المفردات:


● أولياؤه: هم أقاربه من العصبة، مثل الإخوة والأعمام وأبنائهم.
● كانوا: أي أهل الجاهلية قبل الإسلام.
● أحق بامرأته: أي يتحكمون في شأنها بعد وفاة زوجها، وليس لأهلها (أبوها وإخوتها) حق في ذلك.
● نزلت هذه الآية: يقصد قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن عادة سيئة كانت في الجاهلية، وهي:
إذا توفي الرجل، فإن ورثته من الرجال (كأخيه أو ابن عمه) كانوا "يرثون" زوجته كما يرثون ماله! فكانوا أحق بها من أهلها الأصليين (أبيها وإخوتها). فكانوا يتصرفون فيها وفق أهوائهم:
● إن شاء أحدهم أن يتزوجها لنفسه بدون إذنها ولا مهر جديد، فعل.
● وإن شاؤوا أن يزوجوها لرجل آخر (ويفرضوا عليها من يتزوجها)، فعلوا.
● وإن شاؤوا منعوها من الزواج كلياً وحبسوها عندهم لئلا يأخذها أحد، فعلوا.
فجاء الإسلام وأنزل الله تعالى الآية الكريمة ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا}) ليبطل هذه العادة الجاهلية الباطلة ويضع التشريع العادل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إبطال عادات الجاهلية: الإسلام جاء ليحرر الإنسان من العادات الباطلة والمظالم، ومنها هذه العادة التي كانت تهدر كرامة المرأة وتجعلها كمتاع يورث.
2- تكريم المرأة وصيانة حقوقها: شرع الإسلام للمرأة الحق الكامل في اختيار زوجها بعد وفاة زوجها الأول، عبر عدة الوفاة (4 أشهر و10 أيام) ثم حقها في أن ترفض أو تقبل من يخطبها بكرامة تامة، لا بإجبار من أحد.
3- مقصد الشريعة في النكاح: النكاح في الإسلام قائم على التراضي والاختيار والمودة والرحمة، وليس على الإكراه والاستغلال.
4- عظمة التشريع الإسلامي: يُظهر هذا الحديث كيف أن الإسلام جاء مصلحاً لكل جوانب الحياة، حتى أدق التفاصيل المتعلقة بالعلاقات الأسرية والحقوق الشخصية.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه العادة تسمى " نكاح المقت" أو " نكاح الاستبضاع".
- الآية التي نزلت لتبطل هذه العادة هي من أوائل ما نزل في Medina، مما يدل على أن الإسلام بدأ بإصلاح البنية الاجتماعية فوراً.
- هذا التشريع جزء من المنظومة العظيمة التي أنقذت المرأة وكفلت لها حقوقها في الميراث والاختيار والكرامة.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، ويبصرنا بحكمته وشريعته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٧٩) عن محمد بن مقاتل، حدّثنا أسباط بن محمد، حدّثنا الشيباني سليمان بن فيروز، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 274 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته

  • 📜 حديث: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب