حديث: التولي يوم الزحف
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (٣١)﴾
متفق عليه: رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٦٦)، ومسلم في الإيمان (٨٩) كلاهما من حديث سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تحذر من الكبائر المهلكات، وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم فيه عن سؤال الصحابة رضي الله عنهم بأبلغ بيان.
أولاً. شرح المفردات:
● الموبقات: من الإهلاك والهلاك، أي الذنوب التي تهلك صاحبها وتوبقه في النار.
● قذف المحصنات: أي اتهام العفيفات بالفاحشة.
● الغافلات: أي اللواتي لا يخطر ببالهن فعل الفاحشة.
ثانياً. شرح الحديث:
يذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً من أكبر الكبائر التي يجب على المسلم اجتنابها:
1- الشرك بالله: وهو أعظم الذنوب على الإطلاق، وهو أن يجعل لله نداً في العبادة أو الربوبية.
2- السحر: وهو الشعوذة والتقرب إلى الجن بما يضر الناس أو يفرق بين المرء وزوجه.
3- قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق: وهو القتل بغير حق، كالقتل بدافع الاعتداء أو الظلم.
4- أكل الربا: وهو التعامل بالربا بأخذ الزيادة على القرض أو البيع الربوي.
5- أكل مال اليتيم: وهو التصرف في مال اليتيم بغير حق وبغير مصلحة له.
6- التولي يوم الزحف: وهو الفرار من ساحة القتال عند لقاء العدو، وهي من كبائر الذنوب.
7- قذف المحصنات المؤمنات الغافلات: وهو اتهام المرأة العفيفة المسلمة بالفاحشة بدون بينة.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
- تحريم هذه الذنوب العظيمة وتحذير المسلم من الاقتراب منها.
- بيان عظم خطر هذه الكبائر وأنها من المهلكات.
- الحث على التوبة النصوح من أي ذنب من هذه الذنوب.
- أهمية حفظ النفس والمال والعرض والديانة.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذه السبع ليست كل الكبائر، بل هناك غيرها، لكنها من أكبر الكبائر.
- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- من تاب من أي ذنب من هذه الذنوب تاب الله عليه، كما قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}.
أسأل الله أن يعيذنا من هذه الموبقات وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأما ما روي عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: خطبنا رسول اللَّه ﷺ يومًا فقال: «والذي نفسي بيده» ثلاث مرات، ثم أكبَّ فأكبَّ كل رجل منا يبكي، لا ندري على ماذا حلف، ثم رفع رأسه في وجهه البشرى، فكانت أحب إلينا من حمر النعم، ثم قال: «ما من عبد يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، يجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة، فقيل له: ادخل
بسلام». ففيه رجل مجهول.
رواه النسائي (٢٤٣٨) وصحّحه ابن خزيمة (٣١٥) وابن حبان (١٧٤٨) والحاكم (١/ ٢٠٠ - ٢٠١) كلهم من حديث سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، أخبرني صهيب مولى العتواري، أنه سمع من أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: فذكرا الحديث.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: فيه صهيب مولى العتواري مجهول، لم يرو عنه إلا نُعَيم الْمُجْمِر، ولم أجد من وثّقه غير ابن حبان.
وفي معناه أحاديث أخرى مخرجة في موضعها.
وقد رأى جمهور العلماء أن النص على هذه السبع لا ينفي ما عداهن، لما ثبت في الأحاديث الأخرى أنها أكثر من ذلك، مثل عقوق الوالدين، وتعلم السحر، وشهادة الزور، وأن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، وأن تزني حليلة جارك، واليمين الغموس، ولعن الرجل والديه، وسباب المسلم وقتاله وغيرها.
وقد سئل ابن عباس: ما السبع الكبائر؟ قال: هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع، وروي عنه أكثر من ذلك.
وروى ابن جرير وغيره من طرق عن ابن مسعود قال: الكبائر من أول سورة النساء إلى ثلاثين آية منها، ثم تلا: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾.
وروى ابن جرير عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ﴾ قال: الكبائر كل ذنب ختمه اللَّه بنار، أو غضب، أو لعنة، أو عذاب.
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره بإسناده عن عائشة قالت: ما أخذ على النساء من الكبائر، قال ابن أبي حاتم: تعني قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾ [الممتحنة: ١٢].
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 282 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 257 فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ...
- 258 صلوا على النجاشي فإنه من أهل الجنة
- 259 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
- 260 رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه
- 261 الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها
- 262 نهوا عن نكاح يتامى النساء إلا بالقسط
- 263 أن يمسك منهن أربعا
- 264 من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف
- 265 كل من مال يتيمك غير مسرف
- 266 الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث
- 267 أكل مال اليتيم من السبع الموبقات.
- 268 يقضي الله في ذلك فنزلت آية الميراث
- 269 للذكر مثل حظ الأنثيين
- 270 خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد...
- 271 باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها
- 272 إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
- 273 وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني
- 274 كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته
- 275 كان يرث امرأة ذي قرابته، فيعضلها حتى تموت
- 276 إن كرهت من امرأتك خلقا
- 277 كان أهل الجاهلية يُحَرِّمون ما يحرم إلا امرأة الأب والجمع...
- 278 تحريم نكاح ما نكح الآباء من النساء
- 279 بعث جيشا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم
- 280 تيمم الجنب خوفًا من الهلاك في البرد
- 281 من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم
- 282 التولي يوم الزحف
- 283 ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
- 284 عن امرأة سألت النبي عن أجر العمل للنساء
- 285 الميراث كان للمهاجري من الأنصاري دون ذوي رحمه
- 286 فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
- 287 لا تجلدوا النساء جلد العبيد ثم تضاجعوهن من آخر اليوم
- 288 ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده امرأة ولا خادما
- 289 يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟
- 290 خير الجيران عند الله خيرهم لجاره
- 291 جارك يحق لك به حتى يوشك أن يورثك
- 292 أوصى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
- 293 حرمة عرض الجيران
- 294 إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم
- 295 المختال الفخور الذي يبغضه الله تعالى
- 296 إياك إسبال الازار، فإن إسبال الازار من المخيلة، وإن الله...
- 297 إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده
- 298 الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله
- 299 معنى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من...
- 300 رسول الله يطلب سماع القرآن من ابن مسعود
- 301 أسباب نزول: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى
- 302 أتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين فقالوا تعال نطعمك ونسقيك...
- 303 اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء
- 304 الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين
- 305 عليك بالصعيد فإنه يكفيك
- 306 انقطع عقد عائشة في السفر فنزلت آية التيمم
معلومات عن حديث: التولي يوم الزحف
📜 حديث: التولي يوم الزحف
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: التولي يوم الزحف
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: التولي يوم الزحف
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: التولي يوم الزحف
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








