حديث: العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٣٠)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «كُتِب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوي، ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج، ويكذبه».

صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٧: ٢١) عن إسحاق بن منصور، أخبرنا أبو هشام المخزومي، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «كُتِب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوي، ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج، ويكذبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحمل معاني عميقة وتحذيراً شديداً من خطورة مقدمات الذنوب والفواحش.

أولاً. شرح المفردات:


● «كُتِب على ابن آدم نصيبه من الزنى»: أي قُدّر وكُتب في اللوح المحفوظ ما سيصيب الإنسان من زنى، سواء كان حقيقياً بالفرج، أو مجازياً بالجوارح.
● «مُدْرِك ذلك لا محالة»: سيحصل عليه ويصيبه لا بد من ذلك، إما بالمعصية الفعلية أو بمقدماتها التي يعاقب عليها.
● «زناها البطش»: البطش هنا يعني الضرب أو البطش بالمحرم كاللمس المحرم.
● «زناها الخُطا»: الخطا يعني المشي إلى المحرم.
● «والقلب يهوي، ويتمنى»: يهوي يعني يميل ويرغب، ويتمنى أي يتمنى فعل الفاحشة.
● «ويصدق ذلك الفرج، أو يكذبه»: أي إما أن يترجم القلب تلك الأمنية إلى فعل بالفعل (فيصدقها الفرج)، أو يمتنع عنها فيكذب أمنية القلب ولا يفعل.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الإنسان مُقدّر عليه أن يصيبه نوع من الزنى، إما حقيقي أو مجازي بالجوارح. ثم يبين أن لكل جارحة نوعاً من "الزنى" الخاص بها، وهو ليس الزنى الكامل بالفرج، ولكنه من مقدماته التي يعاقب عليها الإنسان إذا استعملها في الحرام:
● العينان: زناهما النظر إلى المحرمات.
● الأذنان: زناهما الاستماع إلى الغناء المحرم أو النميمة أو الكلام الفاحش.
● اللسان: زناه الكلام بالفاحش أو الغيبة أو البذاءة.
● اليد: زناها البطش بالمحرم كالضرب بغير حق أو اللمس المحرم.
● الرجل: زناها المشي إلى المعصية كالمشي لموعد محرم أو إلى مكان فسق.
● القلب: هو الملك الذي يصدر عنه التمني والهوى، فإن تمنى وقصد المعصية، فهو إثم، حتى لو لم يفعل.
ثم يختم الحديث بأن الفرج إما أن يصدق تلك التمنيات والأفعال فيقع في الزنى الحقيقي، أو يكذبها فيمتنع عنه ويتركه، فيكون قد نجا من الإثم الأكبر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة مقدمات الذنوب: الحديث يوضح أن المعصية ليست فقط في الفعل الكبير، بل حتى في النظر والاستماع والكلام والمشي، مما يجعل المسلم يحاسب نفسه على الصغائر قبل الكبائر.
2- القلب هو الأساس: إذا صلح القلب، صلحت الجوارح، وإذا فسد، فسدت. فمجرد تمني المعصية في القلب إثم.
3- الحذر من التساهل: لا يقولن أحد: "مجرد نظر" أو "مجرد كلمة"، فكلها محاسب عليها.
4- التفريق بين الزنى الحقيقي والمجازي: الزنى بالفرج هو الكبيرة، ولكن زنى الجوارح من الصغائر التي قد تودي إلى الكبيرة.
5- وجوب حفظ الجوارح: على المسلم أن يحفظ عينيه وأذنيه ولسانه ويديه ورجليه عن كل ما يغضب الله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر سعة رحمة الله، فحتى إذا أخطأ الإنسان ببعض الجوارح، فإنه إذا امتنع فرجه عن المعصية، فإنه قد يكذب تلك الخطايا ويغفر له إذا تاب.
- يستفاد منه أهمية غض البصر، وحفظ السمع، والتحكم في اللسان، لأنها كلها قد تكون أسباباً للوقوع في الكبائر.
- ينبغي للمسلم أن يعلم أن الله يحاسب على النيات والخواطر، كما في الحديث: «إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست به صدورها، ما لم تتكلم أو تعمل به».
نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا، ويصون جوارحنا عن معاصيه، ويغفر زلاتنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القدر (٢٦٥٧: ٢١) عن إسحاق بن منصور، أخبرنا أبو هشام المخزومي، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه أبو داود (٢١٥٢) من وجه آخر عن حماد، عن سهيل بن أبي صالح بإسناده، وزاد فيه: «والفم يزني، فزناه القبل». وإسناده حسن.
قوله: ﴿وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1007 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام

  • 📜 حديث: العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب