حديث: إعطاء الطريق حقها: غض البصر وكف الأذى ورد السلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٣٠)﴾

عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ قال: «إياكم والجلوس على الطرقات». فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: «فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها». قالوا: وما حق الطريق؟ . قال: «غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السلام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر».

متفق عليه: رواه البخاري في المظالم (٢٤٦٥)، ومسلم في اللباس (٢١٢١) كلاهما من طريق أبي عمر حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ قال: «إياكم والجلوس على الطرقات». فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: «فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها». قالوا: وما حق الطريق؟ . قال: «غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السلام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● إياكم والجلوس على الطرقات: كلمة تحذير بمعنى: احذروا واجتنبوا الجلوس في الطرقات والأماكن العامة.
● ما لنا بد: أي ليس لنا مناص ولا بديل عن هذه المجالس.
● أعطوا الطريق حقها: أوفوا الطريق حقه الذي شرعه الله تعالى.
● غض البصر: خفض البصر وحفظه عن النظر إلى المحرمات.
● كف الأذى: منع الإيذاء بكافة أنواعه (قولاً أو فعلاً).
● رد السلام: رد تحية الإسلام بـ"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".
● أمر بالمعروف ونهي عن المنكر: الدعوة إلى الخير والفضيلة، والإنكار على من يرتكب المنكرات.


ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ الحديث النبوي بتحذير صريح من النبي ﷺ من الجلوس في الطرقات والأماكن العامة دون ضرورة، لما في ذلك من مخاطر أخلاقية واجتماعية، مثل:
- التعرض للمواقف المحرجة أو المشاهد غير اللائقة.
- إعاقة طريق المارة والتسبب في ازدحام الطرق.
- إضاعة الوقت في القيل والقال وما لا فائدة فيه.
ولما اعتذر الصحابة رضي الله عنهم بأنهم لا بديل لهم عن هذه المجالس للقاء والتحدث، لم يتركهم النبي ﷺ دون توجيه، بل بيّن لهم كيفية الجلوس الآمن الذي يحقق المصالح ويدرء المفاسد، وذلك بإعطاء الطريق حقه، وهو ما بينه في خمسة أمور:
1- غض البصر:
وهو أمر قرآني ونبوي، يحفظ الإنسان من الفتنة، ويصون المجتمع من الانحلال. قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30].
2- كف الأذى:
وهو شامل لكل أنواع الإيذاء المادي والمعنوي، مثل:
- إيذاء المارة بالتضييق عليهم أو السخرية منهم.
- رمي النفايات في الطريق.
- الحديث البذيء أو الغيبة والنميمة.
3- رد السلام:
وهو من حقوق المسلمين بينهم، وهو سبب للألفة والمحبة، قال ﷺ: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» (رواه مسلم).
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وهو من أعظم شعائر الإسلام، وبه تقوم الملة وتصلح المجتمعات. والجالس في الطريق قد يشهد منكراً فيجب عليه إنكاره بحسب استطاعته.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- تحذير الشريعة من المجالس التي تعرض صاحبها للفتنة أو الإثم، ووجوب اختيار المكان المناسب للجلوس.
2- مراعاة حقوق الطريق وآدابه، فليس الطريق ملكاً لأحد، بل هو حق عام يجب احترامه.
3- غض البصر من أعظم أسباب حفظ الفضيلة في المجتمع، وهو وقاية من الفتن والانحراف.
4- كف الأذى دليل على رقي الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين.
5- إفشاء السلام من أسباب تقوية الروابط الاجتماعية ونشر المحبة بين الناس.
6- المسلم داعية إلى الخير أينما كان، فلا يسكت عن منكر يراه، بل يغيره حسب قدرته.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث الجامعة لآداب الطريق، وقد جمع خمسة حقوق مهمة.
- العلماء يستدلون به على وجوب إنكار المنكر في الطرقات إذا وقع فيها، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على تطبيق هذه الآداب حتى في الأماكن العامة الأخرى كالأسواق والحدائق.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق هدي نبينا ﷺ في كل أمورنا.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المظالم (٢٤٦٥)، ومسلم في اللباس (٢١٢١) كلاهما من طريق أبي عمر حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1006 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إعطاء الطريق حقها: غض البصر وكف الأذى ورد السلام

  • 📜 حديث: إعطاء الطريق حقها: غض البصر وكف الأذى ورد السلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إعطاء الطريق حقها: غض البصر وكف الأذى ورد السلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إعطاء الطريق حقها: غض البصر وكف الأذى ورد السلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إعطاء الطريق حقها: غض البصر وكف الأذى ورد السلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب