حديث: احتجبا منه ألستما تبصرانه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١)﴾

روي عن أم سلمة قالت: كنت عند رسول الله ﷺ، وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي ﷺ: «احتجبا منه». فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى، لا يُبصِرنا، ولا يعرفنا؟ فقال النبي ﷺ: «أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟». فهو ضعيف.

ضعيف: رواه أبو داود (٤١١٢)، والترمذي (٢٧٧٨)، والنسائي في الكبرى (٩١٩٧ - ٩١٩٨)، وأحمد (٢٦٥٣٧)، وابن حبان (٥٥٧٦) كلهم من طريق الزهري، قال: حدثني نبهان مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: فذكرته.

روي عن أم سلمة قالت: كنت عند رسول الله ﷺ، وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي ﷺ: «احتجبا منه». فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى، لا يُبصِرنا، ولا يعرفنا؟ فقال النبي ﷺ: «أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟». فهو ضعيف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي في سننهما، وغيرهم، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح المفردات:


● احتجبا منه: أي استرا نفسيكما عنه واغطيا وجوهكما.
● أفعمياوان أنتما: استفهام إنكار، أي: أأنتما أيضاً عمياوان لا تبصرانه؟!
● ألستما تبصرانه؟: أي ألستما ترَيانه وهو يراكما؟ (خطاب للنساء).

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف تربوي عظيم من النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح فيه أصلاً من أصول الأدب والحياء في الإسلام.
● السياق: كان هذا بعد أن نزل أمر الحجاب وفرض على النساء الستر عن الرجال الأجانب.
● الحدث: دخل ابن أم مكتوم -وهو صحابي جليل كان أعمى- على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عنده زوجتاه أم سلمة وميمونة رضي الله عنهما.
● رد فعل الصحابيتين: استغربتا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهما بالاحتجاب، لأن الداخل أعمى لا يراهما، فظنتا أن العلة في الأمر بالحجاب هي الرؤية فقط.
● التصحيح النبوي: صحح النبي صلى الله عليه وسلم فهمهما، مبيناً أن الحكمة من الحجاب ليست فقط منع الرؤية (رؤية الرجل للمرأة)، بل أيضاً غض البصر وحفظ العرض مطلقاً، حتى لو كان الرجل أعمى. فالمسلمة تستر نفسها، والرجل يغض بصره، وكلا الأمرين مطلوب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (أفعمياوان أنتما) توبيخ وتأنيب رقيق لهما على استغرابهما، معناه: هل أنتما أيضاً لا تبصرانه كما أنه لا يبصركم؟! بل أنتما تبصرانه وتعلمان أنه رجل، فالأمر بالاحتجاب باقٍ.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة من الحجاب: أنها ليست متعلقة بحاسة البصر فقط، بل هي أمر تعبدي يتعلق بالستر والعفة والحياء، وصيانة للمرأة واحتراماً لها، وحماية للمجتمع من الفتنة.
2- الامتثال الكامل لأوامر الشرع: يجب الانقياد لأمر الله ورسوله دون تردد أو تشكيك، حتى لو لم تظهر لنا الحكمة بشكل كامل. فالحكمة قد تكون غير ظاهرة، والعبد مأمور بالطاعة.
3- غض البصر للجميع: الحديث يؤكد على وجوب غض البصر على الرجال كما تؤمر النساء بالستر، فهما تكليفان متلازمان.
4- الحياء والعفة خلق أساسي: النبي صلى الله عليه وسلم يربي أمهات المؤمنين ومن خلالهن جميع النساء على خلق الحياء، وأن يكون الاستتار عن الرجال الأجانب سمة وطبيعة للمرأة المسلمة، بغض النظر عن حال الرجل.
5- احترام خصوصية البيوت: البيوت لها حرمتها، ولا يدخلها إلا من يستأذن، ويجب على أهل البيت أن يحافظوا على هذه الخصوصية.

رابعاً. معلومات إضافية:


● ابن أم مكتوم: هو عبد الله بن أم مكتوم، صحابي جليل من السابقين للإسلام، وكان مؤذناً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات، ونزل فيه قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ﴾ [عبس: 1].
● حكم الحديث: صححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره.
● الخلاصة: هذا الحديث أصل عظيم في باب الحياء والحجاب، يبين أن الستر واجب حتى مع وجود الأعيان الذين لا يرون، تأدباً مع الله تعالى واحتراماً للشرع الحكيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١١٢)، والترمذي (٢٧٧٨)، والنسائي في الكبرى (٩١٩٧ - ٩١٩٨)، وأحمد (٢٦٥٣٧)، وابن حبان (٥٥٧٦) كلهم من طريق الزهري، قال: حدثني نبهان مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: فذكرته.
ونبهان مولى أم سلمة في عداد المجهولين، ولا يعلم له متابع. وقال أحمد: «نبهان روى حديثين عجيبين». وذكر هذا الحديث منهما.
وهو حديث مخالف لأحاديث أخرى صحيحة، منها حديث فاطمة بنت قيس عند مسلم (١٤٨٠) أن النبي ﷺ قال لها في حديث طويل: «اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني ...». الحديث.
ولا يصح تخصيص هذا الحديث بأمهات المؤمنين؛ لأنهن أيضا كن ينظرن إلى الرجال عند الخروج من البيت، وفي المسجد، وفي السفر، والحج غيرها.
وقوله: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1010 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احتجبا منه ألستما تبصرانه

  • 📜 حديث: احتجبا منه ألستما تبصرانه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احتجبا منه ألستما تبصرانه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احتجبا منه ألستما تبصرانه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احتجبا منه ألستما تبصرانه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب