حديث: ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣)﴾

عن أبي سعيد الخدري رفعه إلى النبي ﷺ قال: «ما أهلك الله تبارك وتعالى قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى، ثم قال: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى﴾.

صحيح: رواه البزار - كشف الأستار (٢٢٤٨) عن نصر بن علي، أبنأ عبد الأعلى، ثنا عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

عن أبي سعيد الخدري رفعه إلى النبي ﷺ قال: «ما أهلك الله ﵎ قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى، ثم قال: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

نص الحديث:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أهلك الله قوماً بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى، ثم قال: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى﴾».

شرح المفردات:


● أهلك: دمر وأباد.
● بعذاب من السماء: كالحجارة والصيحة والريح.
● ولا من الأرض: كالخسف والزلازل.
● القُرُونَ: الأمم السابقة.

شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى لم يُهلك أمة من الأمم بعذاب استئصال مباشر من السماء (كقوم لوط بالحجارة، وقوم صالح بالصيحة) أو من الأرض (كقارون بالخسف) إلا الأمم التي كانت قبل زمن موسى عليه السلام.
ثم استشهد النبي صلى الله عليه وسلم بالآية الكريمة من سورة القصص (آية 43) والتي تؤكد هذا المعنى، حيث أنزل الله التوراة على موسى بعد أن أهلك تلك القرون الأولى بعذاب الاستئصال.

الدروس المستفادة:


1- عظمة شريعة موسى: حيث جاءت بعد انقطاع عذاب الاستئصال المباشر، مما يدل على مكانتها.
2- رحمة الله: فمنذ بعثة موسى أصبحت الأمم تُعذّب في الدنيا بعذاب غير استئصالي غالباً، وتؤخر عقوبتها إلى الآخرة.
3- ختم النبوات بمحمد صلى الله عليه وسلم: فكما كانت شريعة موسى فاصلة بين عهدين، كانت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة للرسالات.
4- الاعتبار بقصص الأمم السابقة: لاتخاذ العبرة والموعظة.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- من الأمم التي أهلكت بعذاب الاستئصال: قوم نوح بالطوفان، وقوم عاد بالريح، وقوم ثمود بالصيحة، وقوم لوط بحجارة من سجيل.
- شريعة موسى كانت بداية عهد جديد في التعامل مع الأمم العصية، حيث أصبح العذاب الاستئصالي نادراً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (٢٢٤٨) عن نصر بن علي، أبنأ عبد الأعلى، ثنا عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
وإسناده صحيح، وعوف هو: ابن أبي جميلة العبدي.
وقد رُوي موقوفا أيضا، والمرفوع هو الأصح.
وأما الأمم السابقة التي عذبها الله تعالى قبل إعطاء موسى عليه السلام التوراة فهي:
أولا: قوم نوح عليه السلام:
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (١٤) [العنكبوت: ١٤].
ثانيا: عاد قوم هود عليه السلام:
قال تعالى: ﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧) [سورة الحاقة: ٦ - ٧].
ثالثا: ثمود قوم صالح عليه السلام:
قال تعالى: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥) [الحاقة: ٥].
رابعا: قوم لوط عليه السلام:
قال تعالى: ﴿إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) [الشعراء: ١٧٠ - ١٧٣].
خامسا: قوم شعيب عليه السلام:
قال تعالى: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (٩١) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٩١ - ٩٢]
سادسا: فرعون وجنوده:
قال تعالى: ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ [البقرة: ٥٠].
هؤلاء كلهم أهلكوا قبل نزول التوراة على موسى عليه السلام، ولذلك قال الله تعالى ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [القصص: ٤٣].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1095 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى

  • 📜 حديث: ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب