حديث: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤)﴾

عن رفاعة القرظي قال: نزلت هذه الآية في عشرة، أنا أحدهم.

صحيح: رواه ابن جرير في تفسيره (١٨/ ٢٧٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٩/ ٢٩٨٧ - ٢٩٨٨)، والطبراني في الكبير (٥/ ٤٦ - ٤٧) كلهم من طريق حماد بن سلمة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن رفاعة القرظي فذكره.

عن رفاعة القرظي قال: نزلت هذه الآية في عشرة، أنا أحدهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالحديث الذي أشار إليه السائل رواه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في معجمه، وهو حديث يتعلق ببيان سبب نزول آية كريمة، وسأقوم بشرحه وفق الطريقة المطلوبة:

نص الحديث:


عن رفاعة القرظي قال: "نزلت هذه الآية في عشرة، أنا أحدهم".
والآية المقصودة في هذا الحديث هي قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ} [الحديد: 10].

1. شرح المفردات:


● رفاعة القرظي: صحابي جليل من بني قريظة، أسلم وحسن إسلامه.
● "نزلت هذه الآية": المقصود أن الحكمة والسبب في نزول هذه الآية الكريمة كان مرتبطًا بهم.
● "في عشرة": أي في شأن عشرة أشخاص، أو بسبب موقف حصل منهم.
● "أنا أحدهم": أي أن رفاعة القرظي كان واحدًا من هؤلاء العشرة.

2. شرح الحديث:


يشير هذا الحديث إلى أن آية {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} نزلت في عشرة من الصحابة، كان رفاعة القرظي أحدهم. والمراد بالفتح في الآية هو فتح مكة، كما هو قول جمهور المفسرين.
والمعنى: أن الله تعالى فضل الذين أنفقوا أموالهم وجاهدوا بأنفسهم قبل فتح مكة على الذين فعلوا ذلك بعد الفتح، لأن الجهاد قبل الفتح كان فيه مشقة أكبر وخطر أعظم، وكان الإيمان في تلك الفترة يحتاج إلى صبرٍ وجلدٍ، بخلاف ما بعد الفتح حيث دخل الناس في دين الله أفواجًا وانتشر الإسلام.
وقصة هؤلاء العشرة - كما ذكر بعض أهل العلم - أنهم كانوا فقراء، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه، فلم يجد ما يعطيهم، فحث الناس على الصدقة عليهم، فتصدق بعض الصحابة عليهم، ففرحوا بذلك، فأنزل الله هذه الآية ليميز بين درجة من أنفق وقاتل قبل الفتح وبين من فعل ذلك بعده.

3. الدروس المستفادة:


● فضل السابقين الأولين: الذين تحملوا المشاق في سبيل الدعوة الإسلامية قبل أن يقوى الإسلام.
● تفاضل الأعمال بحسب الزمان والمكان: فالعمل الصالح في وقت الشدة والإمكانات المحدودة أعظم أجرًا من نفس العمل في وقت السعة والقوة.
● الصدقة والإنفاق في سبيل الله: من أعظم القربات، خاصة في أوقات الحاجة.
● الشكر والاعتراف بالفضل: كما اعترف رفاعة رضي الله عنه بفضله وهو أحد العشرة، ينبغي للمسلم أن يشكر الله على نعمه.

4. معلومات إضافية:


- رفاعة القرظي هو من الصحابة الذين كانوا من يهود بني قريظة، فأسلم وحسن إسلامه.
- العشرة المذكورون في الحديث هم من فقراء الصحابة، وكانوا يعرفون بـ "أهل الصفة".
- الآية الكريمة توضح أن لكل من الفريقين (من أنفق قبل الفتح ومن أنفق بعده) حسنى وثوابًا من الله، ولكن الدرجة متفاوتة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن جرير في تفسيره (١٨/ ٢٧٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٩/ ٢٩٨٧ - ٢٩٨٨)، والطبراني في الكبير (٥/ ٤٦ - ٤٧) كلهم من طريق حماد بن سلمة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن رفاعة القرظي فذكره.
وإسناده صحيح.
قوله: ﴿أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤) فأهل الكتاب لإيمانهم بنبيهم ثم لإيمانهم بالنبي ﷺ يؤتون أجرهم مرتين، وقد جاء في الصحيح: عن أبي موسى قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاثة لهم أجران، رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ﷺ، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة، فأدّبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران».
متفق عليه: رواه البخاري في العلم (٩٧)، ومسلم في الإيمان (١٥٤) كلاهما من حديث صالح بن حيان قال: قال عامر الشعبي: حدثني أبو بردة، عن أبيه أبي موسى فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1096 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم

  • 📜 حديث: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب