حديث: إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٥٦)﴾

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار، أُتِيَ بالموت حتى يُجْعَل بين الجنة والنار، ثم يُذْبَح، ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم».

متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٤٨) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٥٠: ٤٣) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن أباه، حدَّثه عن عبد الله بن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار، أُتِيَ بالموت حتى يُجْعَل بين الجنة والنار، ثم يُذْبَح، ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث الصحيحة التي رواها الإمام البخاري في صحيحه، ومسلم وغيرهما، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله.

أولاً. شرح المفردات:


● صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ: أي دخلوا واستقروا فيها.
● صَارَ أَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ: أي دخلوا واستقروا في النار.
● أُتِيَ بِالْمَوْتِ: أي جيء بالموت في صورة كائن (كشاة أو كبش) ليُذبح.
● حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ: أي يوضع بين أهل الجنة وأهل النار.
● ثُمَّ يُذْبَحُ: أي يُقتل ذبحاً.
● يُنَادِي مُنَادٍ: أي ينادي مَلَك بصوت عالٍ يسمعه الجميع.
● يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ: أي لن تموتوا أبداً.
● يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ: أي لن تموتوا أبداً، فالعذاب دائم.
● فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ: أي يزيد فرحهم وبهجتهم.
● وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ: أي يزيد شقاؤهم ويأسهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن مشهد عظيم يحدث بعد انقضاء الحساب ودخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، حيث يُجاء بالموت -وهو مخلوق من مخلوقات الله- في صورة كبش أو شاة، فيوضع بين الجنة والنار، ثم يذبح ذبحاً، وبعد ذلك ينادي منادٍ من الله تعالى يعلن للجميع: يا أهل الجنة لا موت، أي أن نعيمكم دائم ولا انقطاع له، ويا أهل النار لا موت، أي أن عذابكم دائم ولن تنتهي معاناتكم.
فهذا المشهد هو نهاية الموت نفسه، فبعد أن كان الموت هو مصير كل حي، يأتي اليوم الذي يُقتل فيه الموت، فيزول ويصبح أهْل الجنة في خلود دائم، وأهل النار في عذاب دائم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظمة الله وقدرته: فالله قادر على أن يجعل الموت كائناً مرئياً يذبح، وهذا من أدلة قدرته تعالى التي لا يعجزها شيء.
2- الخلود في الآخرة: فالحياة في الجنة أو النار دائمة لا موت بعدها، وهي حقيقة يجب أن تدفع المسلم للاستعداد للآخرة.
3- زيادة فرح المؤمنين وحزن الكافرين: فالمؤمنون يفرحون بخلود النعيم، والكافرون ييأسون من خلود العذاب.
4- العدل الإلهي: فكما أن الجنة للمؤمنين خالدة، فالنار للكافرين خالدة، وهذا من كمال عدل الله.
5- التذكير باليوم الآخر: الحديث يذكرنا بحقيقة المصير النهائي، مما يحفز على العمل الصالح واجتناب المعاصي.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُثبت رؤية الموت في الآخرة بشكل محسوس، وهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت.
- ذبح الموت يعني انتهاء فكرة الفناء، فتصير الحياة إما سعادة أبدية أو شقاء أبدي.
- يستفاد من الحديث أهمية الشكر لله على نعمة الإسلام الذي ينجي من الخلود في النار.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة الذين يفرحون بخلود النعيم، ويبعدنا عن النار وعذابها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٥٤٨) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٥٠: ٤٣) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن أباه، حدَّثه عن عبد الله بن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1382 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار

  • 📜 حديث: إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب