حديث: سبب نزول: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)﴾

عن عبد الله بن الزبير قال: قدم ركب من بني تميم على النبي ﷺ، فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد. وقال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر: ما أردت إلى - أو: إلا - خلافي. فقال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ حتى انقضت الآية.

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٤٧) عن الحسن بن محمد، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.

عن عبد الله بن الزبير قال: قدم ركب من بني تميم على النبي ﷺ، فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد. وقال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر: ما أردت إلى - أو: إلا - خلافي. فقال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ حتى انقضت الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه موعظة بليغة لأهل الإيمان، وخاصة للعلماء والدعاة وطلبة العلم. وإليك الشرح المفصل له:
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وهو يروي قصة حدثت أمامه في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانياً. شرح المفردات:


● قدم ركب: أي وصل جماعة على إبلهم.
● بني تميم: قبيلة عربية كبيرة ومعروفة بشجاعتها.
● أمِّر: من التَّأْمِير، أي اجعلوه أميرًا أو قائدًا عليهم.
● القعقاع بن معبد والأقرع بن حابس: هما من وجهاء وسادات بني تميم.
● ما أردت إلى - أو: إلا - خلافي: أي ما قصدت إلا مخالفتي.
● فتماريا: أي تجادلا وتنازعا.
● حتى ارتفعت أصواتهما: وصل الجدال إلى رفع الصوت.
● نزل في ذلك: أي نزل القرآن الكريم معلقًا على هذه الواقعة.

ثالثاً. سياق القصة وشرحها:


جاء وفد من قبيلة بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من عادة العرب أن يكرم الوفود بتعظيم سيدهم وإكرامه، فتنافس الصحابيان الجليلان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في ترشيح من يستحق الإمارة والتقديم من هذا الوفد.
● أبو بكر رضي الله عنه رأى أن القعقاع بن معبد أحق بالإمرة لما يعرفه من فضله.
● عمر رضي الله عنه رأى أن الأقرع بن حابس أحق بذلك.
وكانت نيتهما حسنة، وقصدهما الخير وإكرام الوفد، لكن حصل بينهما جدال بلغ إلى رفع الصوت في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
فأنزل الله تعالى فيهما - وفي الأمة من بعدهما - الآية الكريمة التي فيها تأديب رفيع لأهل الإيمان، وهي قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الحجرات: 1].

رابعاً. الدروس والعبر المستفادة:


1- عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وأدب الصحابة معه: فالجدال ورفع الصوت في حضرته صلى الله عليه وسلم ليس من الأدب، حتى لو كان الموضوع خيرياً. فالمجلس النبوي له هيبته وقدسيته.
2- حسن نية الصحابة لا تمنع وقوع الخطأ: أبو بكر وعمر من أعظم الصحابة وأتقاهم، وكانت نيتهما حسنة في اختيار الأصلح، لكن الطريقة التي حصل بها النقاش كانت فيها تجاوز للأدب.
3- القرآن ينزل ليعلم الأمة الأدب مع الله ورسوله: فالآية لم تنزلذماً لأبي بكر وعمر، بل تعليماً وتأديباً للأمة كلها أن تقديم الرأي قبل قول النبي صلى الله عليه وسلم أو تقدمه على حكمه ليس من الأدب.
4- معنى "لا تقدموا بين يدي الله ورسوله": أي لا تتقدموا بقول أو فعل أو رأي قبل أن يحكم الله ورسوله فيه، ولا تعجلوا بالأمور قبل بيان حكمها من الشرع. وهذا يشمل جميع الأمور الدينية والدنيوية التي تحتاج إلى حكم شرعي.
5- السمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية: كان الأولى بهما رضي الله عنهما أن يتركا الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ليختار بنفسه، أو ينظر في أمرهما.
6- الاعتبار بحال الصحابة في قبول النصيحة: لم يتعصب أي منهما لرأيه بعد نزول الآية، بل قبلا التأديب الإلهي بكل رحابة صدر، وهذا من فضلهما وتقواهما.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر صدق الصحابة وعدم تحريفهم للتاريخ، فقد رووا ما حصل معهم من أخطاء ليتعلم منها من بعدهم.
- الآية التي نزلت هي أول آية في سورة الحجرات، وهي سورة اشتملت على جملة من الآداب العظيمة.
- القعقاع بن معبد والأقرع بن حابس من الصحابة فيما بعد، أسلموا وحسن إسلامهم.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتأدب بآداب القرآن، ويقتدي بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٤٧) عن الحسن بن محمد، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1465 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبب نزول: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

  • 📜 حديث: سبب نزول: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبب نزول: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبب نزول: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبب نزول: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب