حديث: لحمار رسول الله أطيب ريحا منك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٠)﴾

عن أنس بن مالك قال: قيل للنبي ﷺ لو أتيت عبد الله بن أبي؟ قال: فانطلق إليه، وركب حمارا، وانطلق المسلمون، وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي ﷺ قال: إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك، قال: فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله ﷺ أطيب ريحا منك. قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه. قال: فغضب لكل واحد منهما أصحابه. قال: فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال. قال: فبلغنا أنها نزلت فيهم: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾.

متفق عليه: رواه البخاري في الصلح (٢٦٩١) ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٩) كلاهما من طريق المعتمر، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قيل للنبي ﷺ لو أتيت عبد الله بن أبي؟ قال: فانطلق إليه، وركب حمارا، وانطلق المسلمون، وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي ﷺ قال: إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك، قال: فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله ﷺ أطيب ريحا منك. قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه. قال: فغضب لكل واحد منهما أصحابه. قال: فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال. قال: فبلغنا أنها نزلت فيهم: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، مع بيان فوائده ودروسه المستفادة:

الحديث:


عن أنس بن مالك قال: قيل للنبي ﷺ لو أتيت عبد الله بن أبي؟ قال: فانطلق إليه، وركب حمارا، وانطلق المسلمون، وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي ﷺ قال: إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك، قال: فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله ﷺ أطيب ريحا منك. قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه. قال: فغضب لكل واحد منهما أصحابه. قال: فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال. قال: فبلغنا أنها نزلت فيهم: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾.


1. شرح المفردات:


● عبد الله بن أبي: هو عبد الله بن أبي بن سلول، رأس المنافقين في المدينة.
● أرض سبخة: أرض مالحة أو موحلة، قد تؤثر في رائحة الدواب.
● إليك عني: ابتعد عني.
● نتن حمارك: رائحة حمارك الكريهة.
● الجريد: أغصان النخل التي تُستخدم للضرب.
● النعال: الأحذية أو الصنادل.


2. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن بعض الصحابة اقترحوا على النبي ﷺ زيارة عبد الله بن أبي بن سلول (زعيم المنافقين) رجاء أن يهديه الله أو يُظهر له النبي ﷺ اللطف ليندمج في المجتمع المسلم. فاستجاب النبي ﷺ لهذا الاقتراح وركب حمارًا وانطلق مع مجموعة من المسلمين عبر أرض سبخة (مالحة أو موحلة)، مما قد يسبب روائح غير مستحبة للدواب.
فلما وصل النبي ﷺ إلى عبد الله بن أبي، قابل هذا الأخير النبي ﷺ بكلمات جافية وقحة، فقال: "إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك"، أي أنه طلب من النبي الابتعاد عنه وزعم أن رائحة حماره تؤذيه.
فغضب أحد الأنصار (من المسلمين المخلصين) من هذا التصرف الوقح تجاه رسول الله ﷺ، فردّ دفاعًا عن النبي قائلاً: "والله لحمار رسول الله ﷺ أطيب ريحًا منك!"، أي أن رائحة حمار الرسول أطيب من رائحتك (عبد الله بن أبي) نفسه.
هنا ثار غضب أحد أتباع عبد الله بن أبي (من المنافقين أو أتباعهم)، فغضب لكل من الطرفين أصحابهما، وتطور الأمر إلى مشاجرة بالجريد (أغصان النخل) والأيدي والنعال (الأحذية).
ونزلت بعد هذه الحادثة الآية الكريمة من سورة الحجرات:
﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾، والتي تأمر بالإصلاح بين المؤمنين إذا اقتتلوا.


3. الدروس المستفادة:


1- تواضع النبي ﷺ وحلمه: حيث قبل زيارة منافق معروف بعدائه، ولم يغضب للإساءة الشخصية الموجهة إليه.
2- غيرة الصحابة على رسول الله ﷺ: حيث غضب الأنصاري للدفاع عن النبي، مما يدل على محبتهم العظيمة له.
3- خطورة الغضب في النزاعات: حيث أدت كلمة غاضبة إلى شجار جماعي.
4- وجوب الإصلاح بين المسلمين: كما جاء في الآية الكريمة، فالمؤمنون إخوة ويجب أن يُسارع إلى الصلح إذا وقع خلاف.
5- الحكمة في التعامل مع المنافقين: حيث كان النبي ﷺ يعاملهم باللين أحيانًا لعل الله يهديهم أو لتجنب الفتنة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- عبد الله بن أبي بن سلول كان زعيم المنافقين في المدينة، وكان يحاول إثارة الفتنة بين المسلمين.
- الآية التي نزلت في هذه الواقعة هي من سورة الحجرات (آية 9)، وهي تأمر بالإصلاح بين الطوائف المتنازعة وتذكّرهم بأن المؤمنين إخوة.
- القصة تدل على أن الغيرة على رسول الله ﷺ محمودة، ولكن يجب أن تكون ضمن حدود الشرع دون إثارة فتنة.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتّبعين لسنة نبيه ﷺ، والمدافعين عن سنته وشريعته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلح (٢٦٩١) ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٩) كلاهما من طريق المعتمر، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال: فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
قوله: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ في هذه الآية وما بعدها أن البغي لا يزيل اسم الإيمان لأن الله سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين، والباغي هو الخارج عن الإمام العدل.
وقد عمل به الحسن بن علي بن أبي طالب، وأصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين كما جاء في الصحيح: عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاويةَ بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تُوَلِّي حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية - وكان والله خير الرجلين -: أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس؟، من لي بنسائهم؟، من لي بضيعتهم؟، فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس: عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز. فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه. فأتياه، فدخلا عليه فتكلما، وقالا له، فطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب، قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به. فصالحه، فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله ﷺ على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل
على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».
صحيح: رواه البخاري في الصلح (٢٧٠٤) عن عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن أبي موسى، قال: فذكره.
وقوله: ﴿فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1473 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لحمار رسول الله أطيب ريحا منك

  • 📜 حديث: لحمار رسول الله أطيب ريحا منك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لحمار رسول الله أطيب ريحا منك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لحمار رسول الله أطيب ريحا منك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لحمار رسول الله أطيب ريحا منك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب