حديث: لا بل هو من أهل الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)﴾

عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ إلى قوله ﴿وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾: وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنتُ أرفع صوتي على رسول الله ﷺ، حبط عملي، أنا من أهل النار، وجلس في أهله حزينا، فتفقده رسول الله ﷺ، فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله ﷺ ما لك؟ فقال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي، وأجهر بالقول، حبط عملي وأنا من أهل النار، فأتوا النبي ﷺ فأخبروه بما قال، فقال: «لا بل هو من أهل الجنة».
قال أنس: وكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس، وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بئسما تعوّدون أقرانكم، فقاتلهم حتى قُتل.
صحيح: رواه أحمد (١٢٣٩٩)، وصحّحه ابن حبان (٧١٦٨) كلاهما من حديث سليمان، عن
ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ إلى قوله ﴿وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾: وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنتُ أرفع صوتي على رسول الله ﷺ، حبط عملي، أنا من أهل النار، وجلس في أهله حزينا، فتفقده رسول الله ﷺ، فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله ﷺ ما لك؟ فقال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي، وأجهر بالقول، حبط عملي وأنا من أهل النار، فأتوا النبي ﷺ فأخبروه بما قال، فقال: «لا بل هو من أهل الجنة». قال أنس: وكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس، وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بئسما تعوّدون أقرانكم، فقاتلهم حتى قُتل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه دروس وعبر جليلة. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● حبط عمله: أي بطل وذهب ثوابه.
● حزينًا: مغمومًا كئيبًا.
● تفقده: سأل عن غيابه وافتقده.
● أجهر بالقول: رفع صوته في الكلام.
● اليمامة: معركة من معارك الردة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
● الانكشاف: الضعف والهزيمة في القتال.
● تحنط: تطيب بالحنوط (طيب للموتى).
● كفنه: الثوب الذي يُكفن فيه الميت.

2. شرح الحديث:


نزلت الآية الكريمة من سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2]. وكان ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه - وهو خطيب الأنصار - صاحب صوت مرتفع، ففهم من الآية أن من كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار. فاعتزل الناس حزينًا خائفًا من عقاب الله، حتى افتقده النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنه، فلما علم بقوله بعث من يطمئن عليه ويبشره بأنه من أهل الجنة، تكريمًا له وإكرامًا لصدق إيمانه وخوفه من ربه.
ثم شهد أنس رضي الله عنه أن ثابتًا عاش بين الصحابة وهم يعلمون أنه من أهل الجنة ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم، واستشهد في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب، حيث تحنط ولبس كفنه وقاتل حتى قُتل رضي الله عنه.

3. الدروس المستفادة:


● عظم أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث تأثروا deeply بالآية وخافوا من حبوط الأعمال.
● صدق الخوف من الله: تجلى في reaction ثابت رضي الله عنه حيث اعتزل حزينًا خائفًا.
● فضل البشارة بالجنة: من النبي صلى الله عليه وسلم لثابت تكريمًا لصدقه وإيمانه.
● الشهادة في سبيل الله: تاج المؤمن وكمال إيمانه، كما فعل ثابت في معركة اليمامة.
● أن الحبط المذكور في الآية لا ينطبق على من تاب وأناب: كما حصل لثابت حيث بشر بالجنة.

4. معلومات إضافية:


- ثابت بن قيس بن شماس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن فضلاء الصحابة.
- معركة اليمامة كانت في عام 12 هـ في عهد أبي بكر الصديق ضد المرتدين.
- في هذا الحديث بيان لعظمة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب أصحابه، وحسن تعليمه وتربيته لهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٣٩٩)، وصحّحه ابن حبان (٧١٦٨) كلاهما من حديث سليمان، عن
ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره.
وسليمان هو: ابن المغيرة. ذكره مسلم في الموضع السابق، ولم يذكر لفظه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1468 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا بل هو من أهل الجنة

  • 📜 حديث: لا بل هو من أهل الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا بل هو من أهل الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا بل هو من أهل الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا بل هو من أهل الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب