من غض صوته عند رسول الله لا يكلمه إلا كأخي السرار

حديث: من غض صوته عند رسول الله لا يكلمه إلا كأخي السرار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)﴾

عن أبي هريرة قال: لما نزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ﴾ قال أبو بكر الصديق: والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل.

حسن: رواه الحاكم (٢/ ٤٦١) والبيهقي في شعب الإيمان (١٤٣١) كلاهما من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه قصة نزول آية من كتاب الله، وموقف عظيم من مواقف الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه، وإليك الشرح المفصل:

نص الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [سورة الحجرات: 3]، قال أبو بكر الصديق: "والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله".

1. شرح المفردات:

● يَغُضُّونَ: يخفضون ويُسِّمْتون من علو الصوت وارتفاعه.
● أَصْوَاتَهُمْ: أصواتهم وجهارتهم.
● عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ: في مجلسه صلى الله عليه وسلم وحضرته.
● امْتَحَنَ: اختبر وصفَّى وزكَّى.
● لِلتَّقْوَى: للخوف من الله ومراقبته.
● السِّرَار: المُسارَّة والمناجاة بكلام خفي لا يسمعه الآخرون. وأخو السرار هو الذي يخاطبك مناجياً ومستخفيًا بصوته.

2. شرح الحديث:

● السياق والنزول: نزلت هذه الآية في سورة الحجرات في المدينة، وكان سبب نزولها -كما في روايات أخرى- أن بعض الصحابة كانوا يرفعون أصواتهم عند النبي صلى الله عليه وسلم في الخطاب والمحادثة، حتى كادوا يجهروا عليه، فنزلت الآية تأدباً لهم وتعليماً.
● موقف أبي بكر رضي الله عنه: لما سمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الآية، وعظُمت في نفسه، وخاف أن يكون قد وقع منه شيء من رفع الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبادر فوراً إلى التطبيق العملي والامتثال الكامل، فحلف بالله الذي أنزل الكتاب على النبي صلى الله عليه وسلم ألا يكلمه بعدها إلا كأخيه في السر، أي يخاطبه بصوت منخفض وخفيٍّ جداً، لا يسمعه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر على هذا حتى لقي الله.

3. الدروس المستفادة منه:

1- سرعة استجابة الصحابة لله ورسوله: لم يتردد أبو بكر رضي الله عنه لحظة في تطبيق الأمر الإلهي، بل بادر إليه فوراً، وهذا دليل على كمال إيمانه وصدق متابعته.
2- الحرص على أدب المخاطبة مع النبي صلى الله عليه وسلم: فهم الصدِّيق رضي الله عنه أن الأدب مع رسول الله من كمال الإيمان، فالتزم بأعلى درجات الأدب.
3- خشية الصالحين من التقصير: مع علمنا بأن أبا بكر كان من أخشى الناس لله وأكثرهم أدباً، إلا أنه خاف أن يكون قد قصر، فبادر إلى التوبة والاستغفار والامتثال الكامل.
4- التأسّي بالصحابة في حسن الاستماع والانقياد: الواجب على المسلم أن يكون سريع الاستجابة لأوامر الله ورسوله، كما كان السلف الصالح.
5- قوة تأثير القرآن في القلوب الحية: فالقرآن لم ينزل ليتلى فقط، بل ليطبق ويُعمل به، وقد كان لأبي بكر قلبٌ حيٌ مستعدٌ للامتثال.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الموقف يدل على منزلة أبي بكر رضي الله عنه وفضله، فهو الصدِّيق الذي لم يتأخر عن الخير أبداً.
- في هذا الحديث بيان عظم حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وأنه يجب توقيره وتكريمه.
- يستفاد منه أيضاً فضل خفض الصوت في المجالس عامة، ومع العلماء والأكابر خاصة، تأدباً واحتراماً.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا حسن الأدب مع الله ورسوله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٤٦١) والبيهقي في شعب الإيمان (١٤٣١) كلاهما من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1469 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من غض صوته عند رسول الله لا يكلمه إلا كأخي السرار

📜 حديث: من غض صوته عند رسول الله لا يكلمه إلا كأخي السرار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من غض صوته عند رسول الله لا يكلمه إلا كأخي السرار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من غض صوته عند رسول الله لا يكلمه إلا كأخي السرار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من غض صوته عند رسول الله لا يكلمه إلا كأخي السرار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية