حديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٠)﴾

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» قالوا: يا رسول الله! هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: «تأخذ فوق يديه».

صحيح: رواه البخاري في المظالم (٢٢٤٤) عن مسدَّد، حدثنا معتمر، عن حميد، عن أنس، قال: فذكره.

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» قالوا: يا رسول الله! هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: «تأخذ فوق يديه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصاراً.
الحديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً». فقالوا: يا رسول الله! هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ قال: «تأخذ فوق يديه».
[رواه البخاري في صحيحه]


أولاً. شرح المفردات:


● انصر أخاك: (انصر) من النصرة، وهي المعونة والحماية والدفاع. (أخاك) أي أخاك في الدين والإيمان، ويشمل كل مسلم.
● ظالماً أو مظلوماً: (الظالم) هو المتعدي على حق غيره. (المظلوم) هو الذي وقع عليه الظلم والتعدي.
● تأخذ فوق يديه: أي تمنعه وتقبض على يده وتحول بينه وبين الظلم الذي يريد فعله. و"فوق" هنا بمعنى "على"، أي تمسك على يديه.


ثانياً. شرح الحديث:


يشتمل هذا الحديث على حكمتين عظيمتين:
1- نصرة المظلوم: هذا معنى واضح ومتفق عليه، وهو واجب على المسلمين أن يقفوا مع من وقع عليه الظلم، ويدفعوا عنه العدوان، ويستردوا له حقه. هذه النصرة تكون باليد (القوة) إن استطاع المسلم، أو باللسان (الكلمة والحجة)، أو على الأقل بقلبه (بأن يكره الظلم ويتمنى زواله).
2- نصرة الظالم: هذا هو الموضع الذي استشكله الصحابة رضي الله عنهم، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم المراد منه. فنصرة الظالم ليست بمعنى مساعدته على ظلمه أو الدفاع عن فعله الباطل، حاشا لله، وإنما نصرته تكون بمنعه من الظلم وإرجاعه إلى الحق. فأنت تنقذه من نفسه الأمارة بالسوء، وتحميه من عاقبة الظلم في الدنيا والآخرة، وتحمي المجتمع من شره. هذه هي النصرة الحقيقية للظالم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «تأخذ فوق يديه» هو بيان عملي لكيفية هذه النصرة، وهي منعه جسدياً من إتمام ظلمه، كأن تمسك بيده أو توقف سيارته أو تتدخل بينه وبين من يريد الاعتداء عليه. وهذا يتطلب شجاعة ودعوة إلى المعروف ونهياً عن المنكر.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب النصرة لأخوة الإيمان: يربط الحديث أواصر الأخوة الإسلامية ويوجب التكافل بين المسلمين، في السراء والضراء، في الحق والباطل (بالمعنى الذي بينه الحديث).
2- الحكمة من الأمر بنصرة الظالم: النصرة هنا هي في الحقيقة نصرة للحق، وإن كانت صورة الفعل تبدو وكأنها ضد الشخص الظالم. فهي جمع بين دفع الظلم عن المظلوم والرحمة بالظالم بمنعه من الاستمرار في غيه.
3- مبدأ النهي عن المنكر: الحديث أصل عظيم من أصول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي هو من أعظم شعائر الإسلام. فالنصرة هنا هي شكل من أشكال النهي عن المنكر العملي.
4- الشجاعة في الحق: يتطلب تطبيق هذا الحديث شجاعة وقوة في الحق، لا سيما عند مواجهة الظالم ومنعه من ظلمه.
5- الرحمة بالظالم: النظر إلى الظالم ليس كعدو فقط، بل كإنسان ضل طريق الحق، فيجب أن نرحمه بأن نرده إلى الصواب ونمنعه من الهلاك في الدنيا والآخرة بسبب ظلمه.
6- الفهم الدقيق للنصوص: الصحابة رضي الله عنهم لم يفهموا النص表面的ياً (على ظاهره فقط) بل استفصلوا وسألوا عن معناه، وهذا درس في أهمية الفهم الصحيح والتثبت في فهم النصوص الشرعية.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "التعاون على البر والتقوى" وليس التعاون على الإثم والعدوان.
- ينبغي على المسلم عند تطبيقه أن يراعي الرحمة والحكمة، فينصح الظالم برفق أولاً فإن استجاب فالحمد لله، وإلا انتقل إلى الطريقة التي تمنعه من الظلم حسب الاستطاعة.
- هذا الحديث يربي في الأمة المراقبة الاجتماعية الإيجابية، حيث يكون الجميع راعياً ومسؤولاً عن منع الظلم وحماية الحقوق.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين ينصرون الحق وأهله، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المظالم (٢٢٤٤) عن مسدَّد، حدثنا معتمر، عن حميد، عن أنس، قال: فذكره.
وقوله: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1474 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما

  • 📜 حديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب