حديث: عنوان الحديث: "إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي ذاك الله"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤)﴾

عن البراء بن عازب في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ قال: قام رجل فقال: يا رسول الله! إن حمدي زين، وإن ذمي شين، فقال النبي ﷺ: «ذاك الله عز وجل».

حسن: رواه الترمذي (٣٢٦٧) والنسائي في الكبرى (١١٤٥١) وابن جرير الطبري في تفسيره (٢١/ ٣٤٥) كلهم من طريق الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، فذكره.

عن البراء بن عازب في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ قال: قام رجل فقال: يا رسول الله! إن حمدي زين، وإن ذمي شين، فقال النبي ﷺ: «ذاك الله ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو يتعلق بقصة نزول قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحجرات: 4].

أولاً. شرح المفردات:


● يُنَادُونَكَ: يصرخون أو يرفعون أصواتهم نداءً لك.
● مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: من خارج بيوت النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة.
● حمدي زين: مدحي جميل وحسن.
● ذمي شين: ذمي قبيح وسيء.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر البراء بن عازب رضي الله عنه أن هذه الآية نزلت في رجل من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجراته (بيوته الخاصة)، فناداه بصوت عالٍ من خارج البيت دون أدب أو احترام لخصوصيته، قائلاً: "يا محمد، إن حمدي زين (أي أنني إذا مدحت شخصًا كان مدحي جميلاً وحسنًا)، وإن ذمي شين (وإذا ذممت شخصًا كان ذمي قبيحًا وسيئًا)".
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ردًا على ذلك بقوله: «ذاك الله»، أي أن صفة الحمد الجميل والذم القبيح لا تليق إلا لله تعالى وحده، فهو المستحق للحمد الكامل والذم العدل، ولا يجوز لأحد أن يصف نفسه بمثل هذه الصفات التي هي من خصائص الله تعالى.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يظهر أهمية الأدب في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم رفع الصوت من خارج بيته، كما نبهت عليه الآية الكريمة.
2- التواضع وعدم الادعاء: لا ينبغي للمرء أن يمدح نفسه أو يزكيها، خاصة بصفات هي من حق الله تعالى كالحمد المطلق والذم المطلق.
3- تنزيه الله تعالى: تذكير بأن الله هو المستحق للحمد الكامل، وأنه لا يشاركه في ذلك أحد.
4- التعليم النبوي الراقي: رد النبي صلى الله عليه وسلم كان موجزًا وحكيمًا، حيث وجه الأعرابي إلى التوحيد والأدب دون أن يجرحه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
- الآية التي نزلت في هذا السياق (الحجرات: 4) تأمر المؤمنين بعدم رفع أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم الجهر له بالقول كجهر بعضهم لبعض.
- القصة توضح كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه والأعراب الأدب والتهذيب حتى في أصعب المواقف.
أسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه، وأن يعيننا على الأدب معه ومع شرعه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٢٦٧) والنسائي في الكبرى (١١٤٥١) وابن جرير الطبري في تفسيره (٢١/ ٣٤٥) كلهم من طريق الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد، فإنه حسن الحديث.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
وروي عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله ﷺ من وراء الحجرات، فقال: يا رسول الله! فلم يجبه رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله! ألا إن حمدي زين، وإن ذمي شين. فقال رسول الله ﷺ - كما حدث أبو سلمة -: «ذاك الله عز وجل».
رواه أحمد (١٥٩٩١) وابن جرير الطبري في تفسيره (٢١/ ٣٤٦) والطبراني في الكبير (١/ ٢٧٧) كلهم من طريق عفان بن مسلم، حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس، فذكره.
أبو سلمة بن عبد الرحمن ولد سنة بضع وعشرين، والأقرع بن حابس توفي في عهد الخليفة عثمان بن عفان على الراجح، ولذلك استبعد أكثر أهل العلم سماع أبي سلمة من الأقرع بن حابس.
وأما ما ورد في تفسير الطبري: «عن أبي سلمة، قال: حدثني الأقرع بن حابس» فالظاهر أن هذا وهم من بعض الرواة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1470 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي ذاك الله"

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي ذاك الله"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي ذاك الله"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي ذاك الله"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي ذاك الله"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب