حديث: يا أبا عمرو! ما شأن ثابت أشتكى؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)﴾

عن أنس بن مالك أنه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ إلى آخر الآية، جلس ثابت بن قيس في بيته، وقال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي ﷺ، فسأل النبي ﷺ سعد بن معاذ، فقال: «يا أبا عمرو! ما شأن ثابت؟ أشتكى؟» قال سعد: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله ﷺ، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله ﷺ، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «بل هو من أهل الجنة».

متفق عليه: رواه مسلم في الإيمان (١١٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك أنه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ إلى آخر الآية، جلس ثابت بن قيس في بيته، وقال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي ﷺ، فسأل النبي ﷺ سعد بن معاذ، فقال: «يا أبا عمرو! ما شأن ثابت؟ أشتكى؟» قال سعد: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله ﷺ، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله ﷺ، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «بل هو من أهل الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ إلى آخر الآية، جلس ثابت بن قيس في بيته، وقال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي ﷺ، فسأل النبي ﷺ سعد بن معاذ، فقال: «يا أبا عمرو! ما شأن ثابت؟ أشتكى؟» قال سعد: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله ﷺ، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله ﷺ، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «بل هو من أهل الجنة».

الشرح:



# 1. شرح المفردات:


● احتبس: أي امتنع عن الحضور والتخلف.
● ما شأن ثابت؟: استفسار عن حاله وسبب غيابه.
● أشتكى؟: هل هو مريض؟
● من أرفعكم صوتا: أي أعلى أصواتكم وأشدها.
● بل هو من أهل الجنة: (بل) للإضراب الإيجابي، أي ليس كما ظن بل هو من أهل الجنة.

# 2. شرح الحديث:


نزلت الآية الكريمة من سورة الحجرات (الآية 2) تأمر المؤمنين بعدم رفع أصواتهم فوق صوت النبي ﷺ، وتخفضوا أصواتهم عنده، وهذا من أدب التلقي والاستماع لرسول الله ﷺ.
فما كان من ثابت بن قيس رضي الله عنه -وكان خطيب الأنصار وصاحب صوت جهوري- إلا أن تأثر بشدة؛ لأنه فهم أن خطيئته في رفع صوته فوق صوت النبي ﷺ قد تكون سببًا في دخول النار، فاعتزل في بيته حزينًا خائفًا من عقاب الله، واعتقد أنه من أهل النار بسبب ذلك.
فسأل النبي ﷺ عنه، وأرسل إليه جاره سعد بن معاذ ليعرف سبب غيابه، فلما عرف ثابت أن النبي ﷺ يسأل عنه، اعترف بذنبه وخوفه من الآية، مما يدل على صدق إيمانه وخوفه من الله.
فلما بلغ النبي ﷺ قوله، بشره بأنه من أهل الجنة، وهذا يدل على أن الله قد غفر له لتوبته وصدق خوفه.

# 3. الدروس المستفادة:


● خشية الله وخوفه من أشد أسباب المغفرة: فخوف ثابت بن قيس من ذنبه كان سببًا في مغفرته.
● سرعة الاستجابة لأوامر الله: بمجرد نزول الآية، تأثر ثابت واعتزل نادمًا.
● الشفقة والاهتمام بأحوال الصحابة: حيث سأل النبي ﷺ عن غياب ثابت واهتم بأمره.
● التوبة تجب ما قبلها: فاعتراف ثابت بذنبه وندمه عليه كان سببًا في مغفرته.
● البشارة بالجنة لأهل الإيمان والصالحين: حيث أخبر النبي ﷺ أن ثابتًا من أهل الجنة.

# 4. معلومات إضافية:


- ثابت بن قيس بن شماس خطيب رسول الله ﷺ، وكان من خيار الصحابة، واستشهد في معركة اليمامة.
- هذا الحديث من أحاديث البشارة بالجنة لبعض الصحابة، مما يزيد في الثقة بصحة إيمانهم وفضلهم.
- فيه دليل على عظم أدب الصحابة مع النبي ﷺ، وحسن استماعهم للقرآن وتأثرهم به.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١١٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره.
ورواه البخاري في التفسير (٤٨٤٦) من وجه آخر عن أنس نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1467 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا أبا عمرو! ما شأن ثابت أشتكى؟

  • 📜 حديث: يا أبا عمرو! ما شأن ثابت أشتكى؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا أبا عمرو! ما شأن ثابت أشتكى؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا أبا عمرو! ما شأن ثابت أشتكى؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا أبا عمرو! ما شأن ثابت أشتكى؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب