حديث: طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (١)﴾
صحيح: رواه مسلم في الطلاق (١٤٧١: ١٤) عن هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد، قال ابن جريج، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النصي الذي ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
الحديث:
عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عزة يسأل ابن عمر - وأبو الزبير يسمع ذلك -: كيف ترى في رجل طلَّق امرأته حائضا؟ فقال: طلَّق ابن عمر امرأته وهي حائض على عهد رسول الله ﷺ، فسأل عمر رسول الله ﷺ، فقال: إن عبد الله بن عمر طلَّق امرأته وهي حائض. فقال له النبي ﷺ: «ليراجعها». فردَّها وقال: «إذا طهرت فلْيُطَلِّقْ أو لِيُمْسِكْ». قال ابن عمر: وقرأ النبي ﷺ: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن.
1. شرح المفردات:
● حائضًا: المرأة التي نزل منها دم الحيض.
● ليراجعها: يأمره بأن يعيدها إلى عصمته ويبطل الطلاق.
● فردها: أعادها إلى عصمته وجعلها زوجته كما كانت.
● إذا طهرت: عندما تنقطع عنها الدورة الشهرية وتغتسل.
● فلْيُطَلِّقْ أو لِيُمْسِكْ: فله أن يطلقها طلاقًا شرعيًا إن شاء، أو يمسكها ويبقى على زواجه بها.
● في قبل عدتهن: في الوقت الطاهر الذي يمكن فيه الاعتداد به، وهو الطهر الذي لم يجامعها فيه.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث العظيم يروي قصة واقعية حدثت مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث وقع في خطأ طلاق زوجته وهي في حالة حيض. فلما علم والده عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالأمر، ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه. فجاء الرد النبوي الحكيم ليصحح هذا الفعل بخطوات عملية:
- أولاً: أمره بمراجعتها أي إعادتها إلى عصمته وإبطال الطلاق الذي صدر في غير وقته المشروع.
- ثانيًا: بيان الحكم المستقبلي: أن الانتظار حتى تطهر من الحيض، فإذا طهرت يكون للزوج الخيار: إما أن يطلقها في حالة الطهر (بدون جماع) وهذا هو الطلاق السني، أو أن يمسكها ويتراجع عن نيته في الطلاق.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذا الحكم بتلاوة الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1]، أي طلقوهن في الوقت المناسب للعدة، وهو في حالة الطهر.
3. الدروس المستفادة منه:
1- تحريم الطلاق في الحيض: لأنه طلاق بدعي يخالف أمر الله تعالى، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم برفع أثره ورد المرأة.
2- الحكمة من النهي: الطلاق في الحيض ي prolong فترة العدة unبالضرورة ويسبب ضررًا للمرأة، كما أنه تصرف يعكس غضبًا غير مدروس.
3- التيسير ورفع الحرج: الحديث يدل على كيف أن الشريعة جاءت لتصحيح الأخطاء وليس لتكريسها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمراجعتها يعني إبطال الطلاق الأول.
4- التعليم بالقدوة: ابن عمر رضي الله عنه يروي هذه الواقعة التي وقع فيها هو نفسه ليعلم الناس، وهذا من تواضعه وحرصه على التعليم.
5- الأمر بالرجوع إلى العلماء: كما فعل عمر رضي اللهوه عندما استفتى النبي صلى الله عليه وسلم في حكم ما حدث.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل في باب الطلاق ومذكور في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما.
- اتفق الفقهاء على أن الطلاق في الحيض بدعي وحرام، ولكنهم اختلفوا في وقوعه:
- الجمهور (الشافعية، الحنابلة، المالكية): يقع الطلاق مع الإثم.
- لكن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمراجعة المرأة في هذه الحالة، فدل على تصحيح الخطأ.
- الطلاق السني هو: أن يطلقها مرة واحدة في طهر لم يجامعها فيه.
- من طلق زوجته في حيض فعليه أن يراجعها ثم ينتظر حتى تطهر ثم يطلق إذا أراد.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويحفظنا من الأخطاء والزلل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقوله: «طَلِّقُوهن في قُبُل عدتهن» هي قراءة شاذة، وكأنها تفسير من بعض الصحابة، وإلا فالقراءة المتواترة هي كما في المصحف.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1705 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1680 أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
- 1681 رفع عيسى إلى السماء وإلقاء شبهه على شاب.
- 1682 قراءة السجدة والإنسان في فجر الجمعة
- 1683 قرأ أبو هريرة سورتين يوم الجمعة سمعها من النبي.
- 1684 ما كان يقرأ رسول الله يوم الجمعة سوى سورة الجمعة؟
- 1685 وضع النبي ﷺ يده على سلمان
- 1686 رجل من فارس يذهب بالدين لو كان عند الثريا
- 1687 يدخلون الجنة بغير حساب
- 1688 لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا
- 1689 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من...
- 1690 فضل يوم الجمعة وفضائله العظيمة
- 1691 وجوب الاغتسال لصلاة الجمعة
- 1692 المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته
- 1693 إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون
- 1694 إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة
- 1695 يوم الجمعة انفض الناس إلى التجارة وتركوا النبي قائما
- 1696 كعب بن عجرة يعاتب من يخطب قاعدا ويستشهد بآية من...
- 1697 لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
- 1698 كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار
- 1699 ابن آدم يقول: أتصدق وأنى أوان الصدقة؟
- 1700 الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر
- 1701 هل لك من ولد
- 1702 ثمرة القلوب وقرة العين
- 1703 ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل
- 1704 ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها
- 1705 طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
- 1706 طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
- 1707 يا غلام! إني أعلمك كلمات
- 1708 من أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى
- 1709 وضعت بعد موته بأربعين ليلة فأنكحها رسول الله
- 1710 المتوفى عنها زوجها وهي حامل
- 1711 قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين
- 1712 إني أجد فيك ريح مغافير، أكلت مغافير؟
- 1713 سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل
- 1714 قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
- 1715 عمر يسأل عن اللتين تظاهرتا على رسول الله ﷺ
- 1716 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ
- 1717 لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام
- 1718 عن ابن عباس في قوله تعالى: {يا أيها النبي لم...
- 1719 إذا حرم الرجل امرأته فهي يمين يكفرها
- 1720 كمل من الرجال كثير
- 1721 أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة وآسية ومريم
- 1722 سورة تبارك ثلاثون آية تدخل صاحبها الجنة
- 1723 ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ شفعت لرجل حتى غفر له
- 1724 كان رسول الله لا ينام حتى يقرأ ألم السجدة وتبارك
- 1725 إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل ذكر الله...
- 1726 كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟
- 1727 لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير
- 1728 خلق نبي الله كان القرآن
- 1729 أحسن الناس خُلُقًا
معلومات عن حديث: طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
📜 حديث: طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








