حديث: ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (١)﴾

عن عبد الله بن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر عمر لرسول الله ﷺ، فتغَيَّظَ فيه رسول الله ﷺ، ثم قال: «ليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فَلْيُطَلِّقْهَا طاهرا قبل أن يَمَسَّها، فتلك العدة كما أمر الله».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٠٨) ومسلم في الطلاق (١٤٧١: ٤) كلاهما من طريق ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن عبد الله بن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر عمر لرسول الله ﷺ، فتغَيَّظَ فيه رسول الله ﷺ، ثم قال: «ليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فَلْيُطَلِّقْهَا طاهرا قبل أن يَمَسَّها، فتلك العدة كما أمر الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - في طلاق زوجته وهي حائض، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظ آخر واضح:


عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "طلقت امرأتي على عهد رسول الله ﷺ وهي حائض، فذكر ذلك عمر لرسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «مُرْهُ فليراجعها، ثم لِيُمْسِكْها حتى تَطْهُرَ ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمس، فَتِلْكَ العِدَّةُ كما أمر الله تعالى»" (رواه البخاري ومسلم).


١. شرح المفردات:


● تَغَيَّظَ: غضب وتغير وجهه الكريم غضبًا لله تعالى.
● ليراجعها: يأمرها بالرجوع إلى عصمته (أي يردها إلى زوجيته بعد الطلاق).
● حتى تطهر: حتى تنقطع عنها الحيضة وتغتسل.
● ثم تحيض فتطهر: ثم تأتيها الحيضة التالية وتنتهي منها.
● قبل أن يمسها: قبل أن يجامعها.
● فتلك العدة: فذلك الطلاق في الوقت المشروع هو الذي يحسب من العدة.


٢. شرح الحديث:


وقع عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - في خطأ حين طلق زوجته وهي في حالة حيض، فبلغ ذلك النبي ﷺ عن طريق أبيه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
فغضب رسول الله ﷺ من هذا الفعل؛ لأنه خالف أمر الله تعالى في الطلاق، حيث أن الطلاق في الحيض مُحَرَّمٌ لأنه يضر بالمرأة ويزيد في العدة، ولأن الطلاق المشروع يجب أن يكون في طهر لم يجامعها فيه.
ثم أمره النبي ﷺ بما يلي:
1- يراجعها: أي يردها إلى عصمته ويعتبر الطلاق الذي حصل كلم يُكُن، لأنه طلاق غير مشروع.
2- ثم يمسكها: أي يبقيها زوجةً إلى أن تنتهي من حيضها وتغتسل (أي تطهر).
3- ثم تحيض الحيضة التالية وتطهر منها: أي تنتظر حتى تأتيها الدورة الشهرية التالية وتنتهي منها بالغسل.
4- فإن أراد بعد ذلك أن يطلقها: فله أن يطلقها في هذا الطهر الثاني (بعد انتهاء الحيضة الثانية) قبل أن يجامعها.
5- فذلك هو الطلاق السني الذي يحسب من العدة، وهو ما أمر الله به.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الطلاق في الحيض: فهو طلاق بدعي لا يجوز، ويأثم فاعله.
2- وجوب الرجعة إن وقع الطلاق في الحيض: ليعود الأمر إلى المشروع.
3- الحكمة من النهي: الطلاق في الحيض يطول به أجل العدة، ويسبب ضررًا للمرأة.
4- الطلاق السني: هو الذي يكون في طهر لم يجامعها فيه الزوج.
5- الاهتمام بتعليم الأحكام: حيث بين النبي ﷺ الحكم الشرعي بوضوح حتى لا يقع الناس في المخالفة.
6- غضب النبي ﷺ على مخالفة أمر الله: يدل على عظم منزلة الأحكام الشرعية ووجوب المحافظة عليها.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب الطلاق، وهو متفق عليه، واحتج به العلماء على بطلان الطلاق البدعي (أي في الحيض أو في طهر جامعها فيه).
- إذا طلق الرجل في الحيض، يعتبر طلاقه واقعًا عند بعض العلماء (مثل الإمام أحمد في رواية) لكنه يأثم، ويأمره القاضي بالرجعة.
- العدة التي أمر الله بها هي ثلاثة قروء (أي ثلاث حيضات) للنساء اللواتي يحضن، كما في قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (البقرة: 228).

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٠٨) ومسلم في الطلاق (١٤٧١: ٤) كلاهما من طريق ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1704 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها

  • 📜 حديث: ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب