المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته

حديث: المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩)﴾

عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله ﷺ: «أتدري ما يوم الجمعة؟». قلت: الله ورسوله أعلم. ثمَّ قال: «أتدري ما يوم الجمعة؟». قلت: نعم - قال: لا أدري زعم سأله الرابعة أم لا -، قال: قلت: هو اليوم الذي جُمِع فيه أبوه، أو أبوكم، قال النبي ﷺ: «ألا أحدِّثك عن يوم الجمعة؟ ! لا يتطهَّر رجل مسلمٌ ثمَّ يمشي إلى المسجد، ثمَّ يُنصت حتَّى يقضي الإمام صلاته إلَّا كان كفَّارةً لما بينها وبين الجمعة التي بعدها ما اجتنبت المَقْتَلة».

حسن: رواه أحمد (٢٣٧٢٩) والطبراني في الكبير (٦٠٨٩)، كلاهما من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن قَرْثَع الضبي، عن سلمان الفارسي، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا حديث عظيم يبين فضل يوم الجمعة وفضل الاجتهاد في العبادة فيه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً وفق الخطوات المطلوبة:

أولاً. شرح المفردات:

● يَتَطَهَّر: يتوضأ وضوءاً كاملاً ويستعد للصلاة.
● يُنصِت: يصغي ويستمع لخطبة الإمام دون كلام أو تشويش.
● يَقْضِي الإمام صلاتَه: أي ينتهي من صلاة الجمعة كاملة.
● كَفَّارَةً: تكفيراً للذنوب ومحوها.
● مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الَّتِي بَعْدَهَا: أي الذنوب التي ارتكبها خلال الأسبوع كله.
● المَقْتَلَة: الكبائر من الذنوب التي تستوجب غضب الله وعقابه، أو القتل.

ثانياً. شرح الحديث:

يبدأ الحديث بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابيه الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه: "أتدري ما يوم الجمعة؟" ليستفز فضوله ويوجه انتباهه إلى عظمة هذا اليوم.
كان جواب سلمان الأول تواضعاً وادباً مع النبي صلى الله عليه وسلم: "الله ورسوله أعلم". لكن النبي صلى الله عليه وسلم كرر السؤال ليبين أن لهذا اليوم شأناً عظيماً خاصاً، فظن سلمان أن المقصود سبب تسميته بذلك، فأجاب: "هو اليوم الذي جُمِع فيه أبوه، أو أبوكم" أي اليوم الذي جمع الله فيه خلق آدم عليه السلام (أبو البشر).
ثم بيّن النبي صلى الله عليه وسلم الفضيلة العظيمة التي اختص بها هذا اليوم، فقال: إن المسلم إذا:
1- تطهر (أي أتى بوضوء كامل ومستحب).
2- ثم مشى إلى المسجد (ساعياً لأداء صلاة الجمعة).
3- ثم أنصت للخطبة (أي استمع لها بكل جوارحه دون حديث أو لعب بشيء) حتى ينتهي الإمام من الصلاة كاملة.
فإن هذا العمل العظيم يكون كفارة للذنوب الصغائر التي ارتكبها خلال الأسبوع كله (ما بين هذه الجمعة والتي تليها)، بشرط أن يجتنب الكبائر (المقتلة) التي تهلك صاحبها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة يوم الجمعة: فهو يوم مبارك اختصه الله بأمور عظيمة، منها هذه الفضيلة في تكفير الذنوب.
2- فضل الاستعداد للجمعة: ليس مجرد الذهاب إلى المسجد، بل يبدأ بالأخذ بأسباب الطهارة المعنوية (بالتوبة) والحسية (بالوضوء والاغتسال).
3- أهمية الإنصات في الخطبة: فهو شرط لحصول هذا الأجر العظيم، والحديث أثناءها يُذهب الأجر.
4- مشروعية السعي إلى المسجد: والمشي إليه له أجر عظيم بحد ذاته.
5- رحمة الله تعالى: حيث جعل هذه العبادة الأسبوعية تكفر ذنوب أسبوع كامل، مما يظهر سعة مغفرته ورحمته بعباده.
6- الشرط الأساسي لمغفرة الصغائر: هو اجتناب الكبائر، فالتكفير يكون للصغائر فقط، أما الكبائر فلا بد لها من توبة خاصة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع.
- يستحب للمسلم أن يغتسل يوم الجمعة، ويلبس أفضل ثيابه، ويتطيب، ويبكر في الذهاب إلى المسجد.
- من السنة الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وليلته.
- ساعة الإجابة في يوم الجمعة ساعة عظيمة لا يُرد فيها الدعاء، وأرجح الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر.
نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من المحافظين على صلاة الجمعة وفضائلها.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٧٢٩) والطبراني في الكبير (٦٠٨٩)، كلاهما من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن قَرْثَع الضبي، عن سلمان الفارسي، قال: فذكره.
وإسناده حسن؛ من أجل قَرْثَع الضبي؛ فإنَّه «صدوق» كما في «التقريب».
وقوله: ﴿فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين بالاهتمام بصلاة الجمعة والمبادرة إليها، ولا سيما بعد سماع الأذان، وليس المقصود به الجري للصلاة، فإن ذلك منهي عنه، كما جاء في الصحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1692 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته

📜 حديث: المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية