حديث: طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
حسن: رواه أبو داود (٢١٨٦) وابن ماجه (٢٠٢٥) كلاهما عن بشير بن هلال الصواف، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، أن عمران بن حصين، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه، وهو من فقهاء الصحابة وعبادهم.
أولاً. شرح المفردات:
● يطلق امرأته: أي يُصدر عليها لفظ الطلاق ليفرق بينه وبينها.
● ولم يُشْهِدْ: لم يجعل شاهدين على الفعلين (الطلاق والمراجعة).
● طلاقها: التلفظ بإنهاء عقد الزواج.
● رجعتها: إعادتها إلى عصمته أثناء العدة بعد طلاق رجعي.
● طلقت لغير سنة: أي أن طلاقك لم يكن وفق الطريقة المشروعة التي أمر بها الشرع.
● راجعت لغير سنة: أي أن مراجعتك (إعادتك) لها لم تتم بالطريقة المشروعة.
● ولا تَعُدْ: أي لا تعود لمثل هذا الفعل المخالف للسنة مرة أخرى.
ثانياً. شرح الحديث:
يصور هذا الحديث موقفاً عملياً وقع لبعض الناس، حيث جاء رجل إلى الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه يسأله عن حكم من طلق زوجته، ثم جامعها (أوقع بها) أثناء عدتها، ولكنه لم يفعل شيئين:
1. لم يشهد على طلاقها حين نطق به.
2. لم يشهد على رجعتها (إعادتها إلى عصمته) حين أراد ذلك.
فأجابه عمران رضي الله عنه بهذا الجواب الحكيم الذي يحمل عدة أحكام:
1- "طلقت لغير سنة": هذا توجيه وتعليم. فطلاق السنة هو أن يطلقها مرة واحدة في طهر (حين لا تكون حائضاً) ولم يجامعها في ذلك الطهر. أما مخالفة ذلك، كالطلاق في حيض أو في طهر قد جامعها فيه، فهو طلاق بدعي، مكروه، وإن كان يقع ويجب العمل به. ولكن الأهم هنا أن السنة في إيقاع الطلاق أيضاً استشهاد شاهدي عدل عليه، لقوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} [الطلاق: 2]. فترك الإشهاد خلاف السنة.
2- "وراجعت لغير سنة": المراجعة هي إعادة المطلقة طلاقاً رجعياً إلى عصمته أثناء العدة، وهي حق للزوج. لكن السنة في هذه المراجعة أن يُشهد عليها شاهدي عدل، استجابةً لأمر الله تعالى في الآية نفسها: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}. فترك الإشهاد عليها جعل مراجعته غير موافقة للسنة.
3- "وأشهد على طلاقها وعلى رجعتها": هنا يأتي الحل العملي والواجب شرعاً. يأمره عمران رضي الله عنه بأن يقوم الآن بما فاته، فيشهد شاهدي عدل على الطلاق الذي حصل في الماضي، ويشهد على المراجعة التي وقعت (بالجماع) في الماضي أيضاً. وذلك لتصحيح الوضع وإقامة البينة على ما حدث، حتى لا يقع نزاع أو إنكار في المستقبل.
4- "ولا تعد": هذا تحذير ونهي عن المستقبل. يأمره بعدم العودة إلى هذا التهاون في مستقبل أمره، بأن يلتزم بسنة الطلاق والمراجعة ويشهد عليهما كما أمر الله.
ملاحظة مهمة: جمهور العلماء على أن الإشهاد على الطلاق والمراجعة سنة مؤكدة وليس شرطاً لصحة الوقوع. أي أن الطلاق يقع بدون إشهاد، والمراجعة تحصل بدون إشهاد (وتحصل بمجرد الجماع إذا نوى بها المراجعة)، لكن ترك الإشهاد معصية ومخالفة لأمر الله، وقد تترتب عليه مفاسد وجحود ونزاعات. وهذا هو مقصود عمران رضي الله عنه من قوله "لغير سنة".
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- وجوب التحاكم إلى شرع الله: السائل عندما استفتى عمران بن حصين رضي الله عنه، وامتثل لأمره، كان قدوة في الرجوع إلى أهل العلم عند الحاجة.
2- التزام سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء: حتى في الأمور التي يظنها الناس عادية أو خاصة، كالطلاق والمراجعة، فهناك هدي نبوي يجب اتباعه.
3- الحكمة في معالجة الأخطاء: لم يقل عمران رضي الله عنه للرجل أن طلاقه ومراجعته باطلة، بل بين له الخطأ وأمره بتصحيحه بالمستقبل وبإقامة البينة على ما فات. وهذا منهج رشيد في التعامل مع الأخطاء الواقعة.
4- الحرص على إقامة البينات: يؤكد الحديث على الحكمة العظيمة من مشروعية الإشهاد، وهي حفظ الحقوق ومنع النزاع والجحود بين الناس.
5- النصيحة والزجر عن المعصية: ختمت الفتوى بتحذير من повтор الخطيئة ("ولا تعد")، مما يدل على أن دور العالم لا يقتصر على بيان الحكم فقط، بل extends إلى التوجيه والتربية والزجر عن المنكر.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- الطلاق الرجعي: هو الطلاق الذي يقع أول مرة أو ثاني مرة، حيث تبقين الزوجة في عصمة زوجها أثناء العدة، وله حق إرجاعها بدون عقد جديد.
- المراجعة: تكون بالقول (كأن يقول: راجعتك) أو بالفعل (كالجماع مع نية المراجعة).
- الإشهاد على الطلاق والمراجعة من الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس اليوم، مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة عند الإنكار. فينبغي التنبه لها والتقيد
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل جعفر بن سليمان الضبعي، فإنه حسن الحديث.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الطلاق.
والأمر بالإشهاد هنا للندب، وهو كقوله تعالى: ﴿وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٨٢]، والإشهاد في المبايعة ليس بواجب، فكذلك لا يجب الإشهاد عند الرجعة أو العزم على الفراق.
وقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ أي: أن الله يحميه ويكفيه، ولو عاداه الناس وخالفوه، وقد جاء في الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1706 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1681 رفع عيسى إلى السماء وإلقاء شبهه على شاب.
- 1682 قراءة السجدة والإنسان في فجر الجمعة
- 1683 قرأ أبو هريرة سورتين يوم الجمعة سمعها من النبي.
- 1684 ما كان يقرأ رسول الله يوم الجمعة سوى سورة الجمعة؟
- 1685 وضع النبي ﷺ يده على سلمان
- 1686 رجل من فارس يذهب بالدين لو كان عند الثريا
- 1687 يدخلون الجنة بغير حساب
- 1688 لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا
- 1689 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من...
- 1690 فضل يوم الجمعة وفضائله العظيمة
- 1691 وجوب الاغتسال لصلاة الجمعة
- 1692 المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته
- 1693 إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون
- 1694 إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة
- 1695 يوم الجمعة انفض الناس إلى التجارة وتركوا النبي قائما
- 1696 كعب بن عجرة يعاتب من يخطب قاعدا ويستشهد بآية من...
- 1697 لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
- 1698 كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار
- 1699 ابن آدم يقول: أتصدق وأنى أوان الصدقة؟
- 1700 الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر
- 1701 هل لك من ولد
- 1702 ثمرة القلوب وقرة العين
- 1703 ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل
- 1704 ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها
- 1705 طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
- 1706 طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
- 1707 يا غلام! إني أعلمك كلمات
- 1708 من أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى
- 1709 وضعت بعد موته بأربعين ليلة فأنكحها رسول الله
- 1710 المتوفى عنها زوجها وهي حامل
- 1711 قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين
- 1712 إني أجد فيك ريح مغافير، أكلت مغافير؟
- 1713 سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل
- 1714 قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
- 1715 عمر يسأل عن اللتين تظاهرتا على رسول الله ﷺ
- 1716 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ
- 1717 لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام
- 1718 عن ابن عباس في قوله تعالى: {يا أيها النبي لم...
- 1719 إذا حرم الرجل امرأته فهي يمين يكفرها
- 1720 كمل من الرجال كثير
- 1721 أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة وآسية ومريم
- 1722 سورة تبارك ثلاثون آية تدخل صاحبها الجنة
- 1723 ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ شفعت لرجل حتى غفر له
- 1724 كان رسول الله لا ينام حتى يقرأ ألم السجدة وتبارك
- 1725 إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل ذكر الله...
- 1726 كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟
- 1727 لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير
- 1728 خلق نبي الله كان القرآن
- 1729 أحسن الناس خُلُقًا
- 1730 أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر...
معلومات عن حديث: طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
📜 حديث: طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








