حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧)﴾

عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: «ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل، أو لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟ ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم؟».
وفي رواية: «ثم يبسط يديه تبارك وتعالى يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم؟».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨: ١٧١) عن حجاج بن الشاعر، حدثنا محاضر أبو المورِّع، حدثنا سعد بن سعيد، قال: أخبرني ابن مرجانة، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: فذكره.

عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: «ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل، أو لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟ ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم؟».
وفي رواية: «ثم يبسط يديه ﵎ يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه:

الحديث:


«ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل، أو لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟ ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم؟».
وفي رواية: «ثم يبسط يديه تبارك وتعالى يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم؟».


1. شرح المفردات:


● ينزل الله: النزول هنا يليق بجلال الله تعالى، ولا يشبه نزول المخلوقين، وهو من صفات الله الفعلية التي نؤمن بها دون تكييف أو تمثيل.
● السماء الدنيا: أقرب السماوات إلى الأرض.
● شطر الليل: نصف الليل.
● ثلث الليل الآخر: آخر ثلث من الليل.
● يدعوني: يطلب مني بالدعاء.
● فأستجيب له: أقبل دعاءه وأجيب طلبه.
● يسألني: يطلب مني الحوائج.
● فأعطيه: أعطيه ما سأل.
● يقرض: يعطي قرضاً حسناً لله بالصدقات والأعمال الصالحة.
● غير عديم: ليس بفقير محتاج، بل هو الغني الحميد.
● غير ظلوم: ليس بظالم، بل هو العدل الذي لا يظلم أحداً.
● يبسط يديه: كناية عن الكرم والجود والعطاء.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الوقت المذكور (نصف الليل أو آخره) نزولاً يليق بجلاله، فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟»، وهذا ترغيبٌ للمسلمين في الاجتهاد في الدعاء والسؤال في هذا الوقت المبارك، الذي هو وقت النزول الإلهي، مما يزيد من فرصة القبول والإجابة.
ثم يقول تعالى: «من يقرض غير عديم ولا ظلوم؟»، أي: من ينفق في سبيل الله ويتصدق، ويعلم أن الله هو الغني الحميد الذي لا يحتاج إلى عطاء أحد، وأنه لا يظلم أحداً مثقال ذرة، بل يضاعف الأجر للعاملين؟ فالله تعالى يشبه الصدقة بالقرض الحسن، وهو قرضٌ يُرد بأضعاف مضاعفة، كما قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245].


3. الدروس المستفادة:


● فضل الليل وأوقات النزول الإلهي: يستحب الإكثار من الدعاء والعبادة في هذا الوقت؛ لأنه وقتٌ تُفتح فيه أبواب الإجابة.
● إثبات صفة النزول لله تعالى: من غير تشبيه ولا تكييف، بل نؤمن بها كما جاءت.
● الحث على الدعاء وسؤال الله: فإن الله يجيب من دعاه، ويعطي من سأله.
● الحث على الصدقة والإنفاق في سبيل الله: والتذكير بأن الله هو الغني الذي لا يحتاج إلى أحد، وأنه يكافئ المتصدقين بأضعاف مضاعفة.
● بيان كرم الله وسعة عطائه: حيث يبسط يديه بالسؤال والترغيب في العطاء.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الصفات، فنثبت لله ما أثبته لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
- الوقت المذكور (آخر الليل) هو وقت السحر، وهو وقت مبارك لنزول الرحمة والإجابة.
- القرض الحسن يشمل جميع أنواع الصدقات والأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للدعاء والإجابة، والصدقة والقبول.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨: ١٧١) عن حجاج بن الشاعر، حدثنا محاضر أبو المورِّع، حدثنا سعد بن سعيد، قال: أخبرني ابن مرجانة، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: فذكره.
والرواية الثانية أخرجها مسلم عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن سعد بن سعيد به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1703 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل

  • 📜 حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب