وضع النبي ﷺ يده على سلمان

حديث: وضع النبي ﷺ يده على سلمان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣)﴾

عن أبي هريرة قال: كنا جلوسا عند النبي ﷺ إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي ﷺ حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا. قال: وفينا سلمان الفارسي. قال: فوضع النبي ﷺ يده على سلمان، ثم قال: «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٩٨) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٥٤٦: ٢٣١) كلاهما من طريق عبد العزيز بن محمد، أخبرني ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة قال: فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله شواهد في الصحيحين وغيرهما، وهو يتناول فضل قوم سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه، ويبشر بخيرية هذه الأمة وانتشار الإيمان فيها.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
● النص: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند النبي ﷺ إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3]، قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي ﷺ حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثًا. قال: وفينا سلمان الفارسي. قال: فوضع النبي ﷺ يده على سلمان، ثم قال: «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء».
● المصدر: رواه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير، باب قوله: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}).
### ثانيًا. شرح المفردات
● سورة الجمعة: السورة التي نزلت فيها الآية الكريمة.
● {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}: أي أن الله تعالى بعث النبي محمدًا ﷺ للأميين (العرب) ولغيرهم من الأمم الذين سيؤمنون به بعد.
● لم يراجعه: أي لم يجبه النبي ﷺ сразу.
● الثريا: نجم معروف شديد البعد والعلو في السماء.
● لناله رجال من هؤلاء: أي سيصل إليه ويحصل عليه أناس من هؤلاء القوم (أي الفرس ومن هم على شاكلتهم).
### ثالثًا. شرح الحديث
1- السياق: كان الصحابة رضي الله عنهم جالسين مع النبي ﷺ عند نزول سورة الجمعة، وعندما تلا قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجمعة: 2-3].
2- سؤال الصحابي: سأل أحد الصحابة عن هؤلاء "الآخرين" الذين ذكرهم الله تعالى، وأصر في السؤال حتى كرره ثلاث مرات.
3- سبب السكوت الأولي للنبي ﷺ: قد يكون سكوته ﷺ لحكمة، منها:
- انتظار الوحي لبيان المراد بهم.
- أو ليعظم السؤال في نفوس السامعين.
- أو لينتبه الجميع للسؤال والجواب.
4- الإشارة إلى سلمان: كان سلمان الفارسي حاضرًا، فأشار إليه النبي ﷺ بوضع يده الشريفة عليه، ليبين أن "الآخرين" هم مثل سلمان من غير العرب، ممن سيؤمنون بالإسلام.
5- الوعد العظيم: ثم بين النبي ﷺ أن الإيمان سينتشر بين هؤلاء حتى لو كان في مكان بعيد جدًا (كالثريا)، لحرصهم وصدقهم في طلبه.
### رابعًا. الدروس المستفادة
1- عموم رسالة الإسلام: فهي ليست خاصة بالعرب، بل هي للناس كافة.
2- فضل غير العرب في الإسلام: فقد بشر النبي ﷺ بأن منهم رجالاً يبلغون منزلة عالية في الإيمان والاجتهاد في طلبه.
3- الصبر في طلب العلم: كما فعل الصحابي عندما كرر سؤاله.
4- التواضع والعناية بطلب العلم: حيث وضع النبي ﷺ يده على سلمان تواضعًا منه وتكريمًا له.
5- الحرص على الإيمان: فالحديث يحث على بذل الجهد في طلب الإيمان والتمسك به.
### خامسًا. فوائد إضافية
● سلمان الفارسي: هو من كبار الصحابة، وكان من أهل فارس (إيران اليوم)، وأسلم على يد النبي ﷺ، وله فضائل عظيمة.
● انتشار الإسلام في العالم: تحقق الوعد النبوي، حيث دخل في الإسلام أمم كثيرة من غير العرب، وبلغوا منازل رفيعة في العلم والإيمان.
● الاستدلال بالحديث: على أن الإيمان ينتقل بالهمة والعزيمة، وليس بالأصل والنسب.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين ينالون الإيمان ويتمسكون به، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٩٨) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٥٤٦: ٢٣١) كلاهما من طريق عبد العزيز بن محمد، أخبرني ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة قال: فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1685 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وضع النبي ﷺ يده على سلمان

📜 حديث: وضع النبي ﷺ يده على سلمان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: وضع النبي ﷺ يده على سلمان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: وضع النبي ﷺ يده على سلمان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: وضع النبي ﷺ يده على سلمان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية