حديث: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سبب نزول سورة المنافقين

عن زيد بن أرقم قال: خرجنا مع النبي ﷺ في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت النبي ﷺ فأخبرته، فأرسل إلى عبد الله بن أُبَيٍّ، فسأله، فاجتهد يمينه ما فعل، قالوا: كذب زيد رسول الله
ﷺ، فوقع في نفسي مما قالوا شدَّة، حتى أنزل الله عز وجل تصديقي في: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾، فدعاهم النبي ﷺ ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم، وقوله: ﴿خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾ قال: كانوا رجالا أجمل شيء.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٠٣) ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٢) كلاهما من طريق زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت زيد بن أرقم، فذكره.

عن زيد بن أرقم قال: خرجنا مع النبي ﷺ في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت النبي ﷺ فأخبرته، فأرسل إلى عبد الله بن أُبَيٍّ، فسأله، فاجتهد يمينه ما فعل، قالوا: كذب زيد رسول الله
ﷺ، فوقع في نفسي مما قالوا شدَّة، حتى أنزل الله ﷿ تصديقي في: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾، فدعاهم النبي ﷺ ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم، وقوله: ﴿خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾ قال: كانوا رجالا أجمل شيء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبيل الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي ﷺ في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت النبي ﷺ فأخبرته، فأرسل إلى عبد الله بن أُبَيٍّ، فسأله، فاجتهد يمينه ما فعل، قالوا: كذب زيد رسول الله ﷺ، فوقع في نفسي مما قالوا شدَّة، حتى أنزل الله ﷻ تصديقي في: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾، فدعاهم النبي ﷺ ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم، وقوله: ﴿خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾ قال: كانوا رجالا أجمل شيء.


1. شرح المفردات:


● أصاب الناس فيه شدة: أي حصل لهم جوع وضيق في المؤنة.
● عبد الله بن أُبَيٍّ: رأس المنافقين في المدينة.
● لا تنفقوا على من عند رسول الله: أي لا تعطوهم طعامًا أو مالًا.
● حتى ينفضوا من حوله: حتى يتركوه ويتركوا صحبته بسبب الجوع.
● ليخرجن الأعز منها الأذل: يزعم أن "الأعز" هم هم (أي هو وأتباعه)، و"الأذل" هم المسلمون.
● فاجتهد يمينه: أقسم بشدة وحلف أنه لم يقل ذلك.
● كذب زيد رسول الله ﷺ: اتهموه بالكذب على النبي.
● وقع في نفسي شدَّة: حصل له همّ وغمّ شديد.
● لووا رؤوسهم: أمالوها استكبارًا وعدم رغبة في الاستغفار.
● خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ: جذوع خشب مسندة إلى الحائط، لا حياة فيها، تشبيهًا للمنافقين.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه عن واقعة في غزوة بني المصطلق (أو غيرها)، حيث كان المسلمون في سفر مع النبي ﷺ وأصابهم جوع شديد. فانتهز رأس المنافقين عبد الله بن أُبيّ هذه الفرصة، وأمر أتباعه من المنافقين بعدم إنفاق أي شيء على الصحابة المحيطين بالنبي ﷺ، حتى يضطروهم لترك النبي بسبب الجوع. بل وتوعّد بأنه إذا عادوا إلى المدينة سيطرد المسلمين منها، وادعى أن "الأعز" (أي هو وقومه) سيخرجون "الأذل" (أي النبي وأصحابه).
فسمع زيد بن أرقم هذا الكلام الخائن، وكان صغيرًا في السن، فذهب وأخبر النبي ﷺ. فاستدعى النبي ﷺ عبد الله بن أُبيّ وواجهه، فحلف هذا المنافق يمينًا كاذبةً أنه لم يقل ذلك. فانقلب الموقف على زيد، حيث قال بعض الناس: "كذب زيد رسول الله ﷺ". فحزن زيد حزنًا شديدًا وشكّ في نفسه، حتى أنزل الله تعالى آيات من سورة المنافقون تصدقه وتكشف نفاق ابن أُبيّ وأتباعه، وهي قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا} [المنافقون: 7]. فكان هذا نزولاً لتطمين قلب زيد وتبرئته.
ثم إن النبي ﷺ، وفي ذروة أخلاقه، دعاهم ليعفو عنهم ويستغفر لهم، فلم يقبلوا واستكبروا وأمالوا رؤوسهم. وفي وصف الله لهم بـ {خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4]، يوضح زيد أنهم كانوا رجالاً ذوي مظهر حسن وجمال، ولكن قلوبهم ميتة كالخشب المسندة التي لا حياة فيها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة النبي ﷺ وأخلاقه: فقد قابل الخيانة والعصيان بالعفو والدعاء بالاستغفار لهم، وهذا من ذروة الخلق والحلم.
2- كشف حقيقة النفاق: النفاق قد يكون تحت مظهر حسن وجمال، ولكن القلب خاوٍ من الإيمان، مصداقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ}.
3- الصدق في النصيحة ولو كان الثمن كبيرًا: تحمل زيد رضي الله عنه الاتهام بالكذب والغم الشديد في سبيل تبليغ الحق.
4- تأييد الله لأوليائه: نزول القرآن بتصديق زيد هو تأييد إلهي للمؤمنين الصادقين وتكذيب للمنافقين.
5- الحذر من الفتنة الاقتصادية: حيث استخدم المنافقون الحصار الاقتصادي (منع الإنفاق) كسلاح لهدم الجماعة المسلمة.
6- البراءة من أهل النفاق والكفر: يجب على المسلم أن يبرأ من أفعالهم وأقوالهم ويحذر منهم.


4. معلومات إضافية:


● السورة التي نزلت فيها الآيات: سورة المنافقون.
● مكان الواقعة: في إحدى الغز
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٠٣) ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٢) كلاهما من طريق زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت زيد بن أرقم، فذكره.
وزاد البخاري (٤٩٠١) من وجه آخر عن زيد بن أرقم قال: فأرسل إليَّ رسول الله ﷺ فقرأها عليَّ ثم قال: «إن الله قد صدَّقك».
هذه السورة نزلت في غزوة بني المصطلق سنة خمس، والكلام عليه مبسوط في كتاب السيرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1697 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

  • 📜 حديث: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب