حديث: الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦)﴾

عن بريدة بن الحصيب قال: كان رسول الله ﷺ يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله ﷺ من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: «صدق الله ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما».

حسن: رواه أبو داود (١١٠٩)، والترمذي (٣٧٧٤)، والنسائي (١٤١٣، ١٥٨٥)، وابن ماجه (٣٦٠٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٤٥٦)، وابن حبان (٦٠٣٩)، والحاكم (١/ ٢٨٧) كلهم من طرق عن حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي بريدة، يقول: فذكره.

عن بريدة بن الحصيب قال: كان رسول الله ﷺ يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله ﷺ من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: «صدق الله ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع التركيز على بيان معانيه ودروسه المستفادة.

الحديث:


عن بريدة بن الحصيب قال: كان رسول الله ﷺ يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله ﷺ من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: «صدق الله ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما».

1. شرح المفردات:


● يخطبنا: أي يلقي علينا خطبة الجمعة أو خطبة عامة.
● قميصان أحمران: ثوبان لونهما أحمر، وكان اللون الأحمر معتادًا في ملابس الصبيان.
● يمشيان ويعثران: يمشيان بطريقة متعثرة بسبب صغرهما، مما يثير الشفقة.
● فلم أصبر: لم أتحمل رؤيتهما على هذه الحالة.
● قطعت حديثي: أوقفت خطبتي مؤقتًا.
● رفعتهما: حملهما ووضعهما في مكان آمن.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يخطب في الناس خطبة الجمعة أو غيرها، فدخل الحسن والحسين -وهما حفيداه وأبناء ابنته فاطمة الزهراء- وهما صغيران يرتديان قميصين أحمرين، وكانا يمشيان بطريقة متعثرة بسبب صغرهما. فلما رآهما النبي ﷺ تعثرا، نزل من المنبر مباشرة دون تردد، حملهما ووضعهما بين يديه على المنبر أو قريبًا منه، ثم علق على هذا الموقف بقوله: «صدق الله» مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ (سورة التغابن: 15)، أي أن الأولاد قد يكونون اختبارًا للإنسان في دينه، فقد يشفق عليهم فيدفعه ذلك إلى فعل شيء غير معتاد، كما حدث منه ﷺ عندما قطع خطبته لإنقاذهما. ثم بين سبب نزوله: أنه نظر إليهما يمشيان ويعثران فلم يتحمل رؤية ذلك، فقطع حديثه ورفعهما.

3. الدروس المستفادة منه:


● رحمة الأطفال والعطف عليهم: الحديث يظهر مدى رحمة النبي ﷺ بالصغار وشفقته عليهم، حتى إنه يقطع خطبة مهمة لأجلهم.
● الأولاد فتنة: كما ذكر القرآن، الأولاد قد يكونون اختبارًا للإنسان، فقد يشتغل بهم عن الطاعات أو يدفعونه إلى فعل ما ليس معتادًا، لكن هنا كان الامتحان في الشفقة الطبيعية التي قد تدفع إلى فعل خير.
● تقديم الرحمة في المواقف المناسبة: النبي ﷺ علمنا أن الرحمة والحنان في المواقف الإنسانية لا تتعارض مع الجدية في العبادة، بل يمكن الجمع بينهما.
● احترام مشاعر الأطفال: الاهتمام بأحوال الصغار وعدم إهمالهم حتى في الأوقات الرسمية.
● التواضع النبوي: نزول النبي ﷺ من المنبر بنفسه لحملهما يدل على تواضعه وعدم تكبره.
● الاستشهاد بالقرآن في المواقف: النبي ﷺ استدل بالآية الكريمة ليوضح أن ما فعله كان بسبب الفتنة التي ذكرها الله، مما يعلمنا ربط المواقف بالنصوص الشرعية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الترمذي في سننه، وقال: حديث حسن غريب، وصححه بعض العلماء.
- الحسن والحسين هما سبطا رسول الله ﷺ وأبناء الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء، وهما من أهل بيت النبي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا.
- هذا الحديث يدل على مكانة الحسن والحسين عند النبي ﷺ، وكان يداعبهما ويحملهما، مما يظهر حبه لهما.
- الفتنة هنا ليست شرًا مطلقًا، بل هي اختبار، وقد تكون في الخير كما في شفقة النبي ﷺ التي دفعته إلى فعل جميل.
- يستفاد من الحديث جواز قطع الخطبة لأمر مهم، كإنقاذ طفل أو مساعدة إنسان، مما يدل على مرونة الإسلام واهتمامه بالإنسان.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المحبين لرسوله والمقتدين به. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١٠٩)، والترمذي (٣٧٧٤)، والنسائي (١٤١٣، ١٥٨٥)، وابن ماجه (٣٦٠٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٤٥٦)، وابن حبان (٦٠٣٩)، والحاكم (١/ ٢٨٧) كلهم من طرق عن حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي بريدة، يقول: فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد».
وهو كما قال، فإن الحسين بن واقد حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1700 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر

  • 📜 حديث: الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب