حديث: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٨)﴾

عن جابر بن عبد الله قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاريُّ: يا للأنصار. وقال المهاجريُّ: يا للمهاجرين. فَسَمَّعَها الله رسولَه ﷺ، فقال: «ما هذا؟» فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاريُّ: يا للأنصار. وقال المهاجريُّ: يا للمهاجرين. فقال النبي ﷺ: «دعوها؛ فإنها منتنة» قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي ﷺ أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ: أو قد فعلوا والله! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله! أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي ﷺ: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٠٧) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٨٤: ٦٣) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، قال: حفظناه من عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره، واللفظ للبخاري.

عن جابر بن عبد الله قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاريُّ: يا للأنصار. وقال المهاجريُّ: يا للمهاجرين. فَسَمَّعَها الله رسولَه ﷺ، فقال: «ما هذا؟» فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاريُّ: يا للأنصار. وقال المهاجريُّ: يا للمهاجرين. فقال النبي ﷺ: «دعوها؛ فإنها منتنة» قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي ﷺ أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ: أو قد فعلوا والله! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله! أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي ﷺ: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين.

أولاً. شرح المفردات:


● كسع: الضرب بالمؤخرة أو بالرجل، وهو نوع من الإيذاء.
● يا للأنصار/يا للمهاجرين: نداء للاستنصار بالطائفة والجماعة.
● سمعها الله رسوله: أبلغها الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بها.
● دعوها: اتركوا هذه الدعوة القبلية.
● منتنة: كريهة ذات نتَن وفساد.
● عبد الله بن أُبيّ: رأس المنافقين في المدينة.
● الأعز منها الأذل: يقصد أن الأنصار (الذين يعتبرهم الأعزاء) سيخرجون المهاجرين (الذين يعتبرهم الأذلاء).

ثانيًا. شرح الحديث:


حدث هذا الموقف في إحدى الغزوات، حيث وقع خلاف بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فاستنصر كل منهما بقبيلته (المهاجرين أو الأنصار).
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا السلوك أشد الإنكار، ووصف هذه الدعوة القبلية بأنها "منتنة" أي كريهة ومنفرة، لأنها تذكي نار العصبية الجاهلية وتفرق بين المسلمين.
ثم ظهرت الخطورة الحقيقية لهذا الموقف عندما استغله رأس المنافقين عبد الله بن أبي ليبث سمومه قائلاً: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"، يعني أنه يهدد بإخراج المهاجرين من المدينة.
وهنا يظهر حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الموقف، حيث منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قتل هذا المنافق، معللاً ذلك بقوله: "دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه"، حفاظًا على سماحة الدعوة وسمعتها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تحريم العصبية القبلية: النهي الشديد عن التعصب للقبيلة أو العرق أو الجنس.
2- وحدة الصف المسلم: التأكيد على أن الرابطة الحقيقية هي رابطة الإيمان لا النسب أو القبيلة.
3- حكمة القيادة: النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف تدار الأزمات بحكمة وروية.
4- خطورة كلمات المنافقين: كيف يمكن لكلمة واحدة أن تهدد وحدة المجتمع.
5- الرحمة بالمسلمين: حرص النبي على سماحة الإسلام وعدم إثارة الفتنة.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الأنصار كانوا أكثر عددًا عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم كثر المهاجرون بعد ذلك.
- فيه بيان لعظم منزلة عمر بن الخطاب رضي الله عنه غيرته على الإسلام.
- الحديث من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كشف عن نفاق عبد الله بن أبي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٠٧) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٨٤: ٦٣) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، قال: حفظناه من عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره، واللفظ للبخاري.
قوله: «كسع» أي ضربه في دبره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1698 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار

  • 📜 حديث: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب