شرح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

حديث: شرح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٣٦)، ومسلم في الإيمان (٤٧: ٧٥) كلاهما من طريق أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي سألت عنه من الأحاديث العظيمة الجامعة، التي جمعت بين حقوق الله وحقوق العباد، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● يؤمن بالله واليوم الآخر: الإيمان الكامل الذي يقتضي العمل بمقتضى هذا الإيمان.
● فلا يؤذ جاره: لا يسبب له أي أذى مادي أو معنوي.
● فليكرم ضيفه: يحسن إليه ويحترمه ويقدم له ما تيسر من الطعام والشراب.
● فليقل خيراً أو ليصمت: أن يتكلم بالكلام الطيب النافع، أو يسكت عن الكلام السيء أو غير النافع.
2. شرح الحديث:
جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين ثلاثة أمور مهمة من مكارم الأخلاق:
أولاً: حق الجار فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره"
- وهذا يدل على عظم حق الجار في الإسلام، حتى جعل الإيذاء منافياً لكمال الإيمان.
- والإيذاء يشمل كل ما يؤذي الجار من أذى مادي أو معنوي، كإيذائه بضجيج، أو بإلقاء القمامة، أو بالنظر في بيته، أو بالغيبة والنميمة.
ثانياً: حق الضيف فقال: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"
- إكرام الضيف من سنن المرسلين، وكان من أخلاق العرب في الجاهلية والإسلام.
- والإكرام يكون بحسب القدرة والاستطاعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته" قالوا: وما جائزته؟ قال: "يومه وليلته"
ثالثاً: ضبط اللسان فقال: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"
- هذا أصل عظيم في حفظ اللسان، الذي هو من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة.
- المسلم مأمور بأن يتكلم بالخير، فإن لم يجد فالصمت أولى له.
3. الدروس المستفادة:
- ارتباط الإيمان بالعمل، فالإيمان الحقيقي يدفع صاحبه إلى فعل الخيرات واجتناب المنكرات.
- أهمية حقوق العباد في الإسلام، وخاصة حقوق الجوار وحق الضيافة.
- خطر اللسان وأهمية حفظه، لأن الكلمة قد ترفع صاحبها وقد تهوي به في النار.
- الحث على مكارم الأخلاق والتحلي بالفضائل.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، التي جمعت معاني كثيرة في ألفاظ قليلة.
- فضل الجار عظيم، حتى أوصى به القرآن الكريم فقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء:36]
- إكرام الضيف من علامات الإيمان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٣٦)، ومسلم في الإيمان (٤٧: ٧٥) كلاهما من طريق أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 532 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

📜 حديث: شرح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: شرح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: شرح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: شرح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية