حديث: فكوا العاني وأجيبوا الداعي وعودوا المريض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إجابة دعوة الطعام

عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: «فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض».

صحيح: رواه البخاري في النكاح (٥١٧٤) عن مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى، فذكره.

عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: «فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديثنا اليوم هو حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فُكُّوا العَانِيَ، وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَعُودُوا المَرِيضَ».
وهذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في عبارات موجزة ثلاثة من أعظم الأعمال التي فيها خير كبير للأمة وتآلف بين المسلمين.

أولاً. شرح المفردات:


● فكوا: معناه أطلقوا وأحرروا، من الفك وهو إزالة القيد والأسر.
● العاني: هو الأسير الذي وقع في الأسر، سواء في الحرب أو غيرها.
● أجيبوا: معناه استجيبوا وأطيعوا.
● الداعي: هو الذي يدعوكم إلى طعام أو شراب أو خير.
● عودوا: معناه زوروا واطمئنوا على أحوالهم.
● المريض: هو من أصابه مرض يحتاج إلى مواساة وزيارة.

ثانياً. شرح الحديث:


1- «فكوا العاني»:
- هذا أمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالعناية بالأسير وإطلاق سراحه، سواء كان أسير حرب أو من وقع في الأسر لأي سبب مشروع.
- وهذا يشمل فكاك الأسرى بالمال أو بالمبادلة أو بأي وسيلة مشروعة.
- فيه حث على الرحمة والإحسان حتى إلى الأعداء إذا وقعوا في الأسر، وتخليصهم من الشدة والحرج.
2- «أجيبوا الداعي»:
- هذا أمر بإجابة الدعوة، سواء كانت دعوة إلى وليمة طعام أو شراب أو أي مناسبة مباحة.
- فيه تأكيد على أهمية إجابة الدعوة لما فيها من تقوية للروابط الاجتماعية وإدخال السرور على قلب الداعي.
- وقد استثنى الفقهاء من ذلك إذا كانت الدعوة إلى معصية أو منكر، فلا تجاب.
3- «عودوا المريض»:
- هذا أمر بزيارة المريض والوقوف到他، والسؤال عن حاله، ومواساته، والدعاء له بالشفاء.
- فيه فضل عظيم، فقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من عاد مريضاً ناداه مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً».

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- الحث على الرحمة والإحسان: ففك الأسير من أعظم القربات التي فيها إغاثة للملهوف وإطلاق للحرية.
2- تعزيز الروابط الاجتماعية: بإجابة الداعي وتلبية دعوته، مما يقوي أواصر المحبة بين المسلمين.
3- الاهتمام بأحوال المسلمين: بزيارة المريض ومواساته، مما يخفف عنه ويشعره بالاهتمام.
4- الحديث يجمع بين حقوق الله وحقوق العباد: ففك الأسير وإجابة الداعي وزيارة المريض كلها من الأعمال التي يحبها الله ويرضاها.

رابعاً. فوائد إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على سماحة الإسلام واهتمامه بالعلاقات الإنسانية.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على هذه الأمور الثلاثة، فهي من صفات المجتمع المسلم المتكافل.
- ينبغي للمسلم أن يكون حريصاً على اغتنام هذه الأعمال للفوز بالأجر العظيم والثواب الجزيل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥١٧٤) عن مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى، فذكره.
وفي الباب أحاديث أخرى مذكورة في جموع حقوق المسلم على المسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 550 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فكوا العاني وأجيبوا الداعي وعودوا المريض

  • 📜 حديث: فكوا العاني وأجيبوا الداعي وعودوا المريض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فكوا العاني وأجيبوا الداعي وعودوا المريض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فكوا العاني وأجيبوا الداعي وعودوا المريض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فكوا العاني وأجيبوا الداعي وعودوا المريض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب