خذوا حق الضيف الذي ينبغي لكم

حديث: خذوا حق الضيف الذي ينبغي لكم

عن عقبة بن عامر قال: قلنا: يا رسول الله! إنك تبعثنا، فننزل بقوم فلا يقروننا، فما ترى؟ فقال لنا رسول الله ﷺ: «إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٣٧)، ومسلم في اللقطة (١٧٢٧) كلاهما من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه توجيه نبوي كريم لضبط العلاقات الاجتماعية وحقوق الضيافة، وهو من الأدب الرفيع الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:

● تَبْعَثُنَا: ترسلنا في مهام أو غزوات.
● فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ: فنحل ضيوفاً عند جماعة أو قبيلة.
● فَلَا يُقِرُونَنَا: لا يقبلوننا كضيوف، أو لا يقدمون لنا ما يليق بالضيف من كرم.
● أَمَرُوا لَكُمْ: قدموا لكم وأعطوكم.
● مَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ: ما يجب ويليق بالضيف من الطعام والإكرام.
● حَقَّ الضَّيْفِ: المقدار الواجب للضيف شرعاً أو عرفاً.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبر الصحابي الجليل عقبة بن عامر رضي الله عنه أنهم استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حالة عملية تواجههم:当他们被派往某些部落时，对方不招待他们،询问该如何应对。.
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بمنهجية واضحة وحكيمة:
1- إن أمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا: إذا قدموا لكم ما يليق بالضيف من طعام وشراب وكرم، فاقبلوا منهم ذلك بشكر وأدب، فهذا من حقهم عليكم وحقكم عليهم.
2- فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف: إذا امتنعوا عن تقديم الضيافة الواجبة شرعاً أو المتعارف عليها، فلكم أن تأخذوا منهم قدراً معقولاً يكفي حاجتكم، لأنه حق مفترض للضيف على المضيف.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- إكرام الضيف خلق إسلامي أصيل: الحديث يؤكد على مكانة الضيافة في الإسلام، فهي من حقوق الجوار والإيمان.
2- التوسط ورفع الحرج: الشرع الحكيم يراعي ظروف الناس، فلم يوجب على المضيف أكثر من طاقته، ولكنه في المقابل لم يترك الضيف يتضرر.
3- الحل العملي للمشكلات الاجتماعية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الأمر غامضاً، بل قدم حلاً عملياً يوازن بين حق المضيف والضيف.
4- الضيف له حق مقدس: يأخذ الحديث بحق الضيف حتى لو لم يعطه المضيف طواعية، مما يظهر أهمية هذه الحقوق في بناء المجتمع.
5- التدرج في التعامل: البدء بالقبول والإكرام، ثم الانتقال إلى الأخذ عند الامتناع، وهو منهج حكيم في حل الخلافات.

رابعاً. معلومات إضافية:

- الضيافة في الإسلام لها مكانة عظيمة، وقد جاء في الحديث: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» (رواه البخاري).
- مقدار حق الضيف يختلف باختلاف العرف والزمان والمكان، ولكن المقصود هو ما يكفي حاجة الضيف دون إسراف أو تقتير.
- هذا الحديث يدل على سماحة الإسلام وواقعيته، حيث راعى ظروف المسافرين وحاجاتهم دون إجحاف بحقوق الآخرين.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٣٧)، ومسلم في اللقطة (١٧٢٧) كلاهما من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 543 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خذوا حق الضيف الذي ينبغي لكم

📜 حديث: خذوا حق الضيف الذي ينبغي لكم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خذوا حق الضيف الذي ينبغي لكم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خذوا حق الضيف الذي ينبغي لكم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خذوا حق الضيف الذي ينبغي لكم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية