حديث: إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا اجتمع الداعيان فأجبْ أقربهما بابا

عن رجل، من أصحاب النبي ﷺ أن النبي ﷺ قال: «إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا، فإن أقربهما بابا أقربهما جوارا، وإن سبق أحدهما فأجب الذي سبق».

حسن: رواه أبو داود (٣٧٥٦)، وأحمد (٢٣٤٦٦) كلاهما من حديث عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن أبي العلاء الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن رجل، من أصحاب النبي ﷺ، فذكره.

عن رجل، من أصحاب النبي ﷺ أن النبي ﷺ قال: «إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا، فإن أقربهما بابا أقربهما جوارا، وإن سبق أحدهما فأجب الذي سبق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي ذكر – حفظك الله – رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن أدباً من آداب الإسلام في معاملة الجيران والإجابة إلى الدعوة.

أولاً. شرح المفردات:


* الداعيان: أي الشخصان اللذان يدعوانك إلى طعام أو وليمة (وليمتي العرس مثلاً) في وقت واحد.
* أقربهما باباً: أي الأقرب منزلاً ومسكناً إليك.
* أقربهما جواراً: أي الأقرب جواراً وحقاً لك. فالجار له حقوق عظيمة في الإسلام.
* سبق أحدهما: أي قدّم دعوته قبل الآخر، فدعاك أولاً.

ثانياً. شرح الحديث:


يضع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قاعدةً ذهبيةً لحل موقف محرج قد يقع فيه المسلم، وهو أن يدعوه شخصان في وقت واحد (مثل أن يكونا جارين ودعاك كلاهما لحضور وليمة عرس في اليوم نفسه).
فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم كيفية المفاضلة بين الدعوتين وفق معايير شرعية وأخلاقية:
1- حالة الاجتماع (أن يدعوك الاثنان معاً):
* الحكم: "فأجب أقربهما باباً"، أي يجب أن تُقدّم وتستجيب لدعوة الجار الأقرب منزلاً منك.
* العلة والحكمة: "فإن أقربهما باباً أقربهما جواراً"، أي لأن الأقرب باباً (منزلاً) هو الأقرب جواراً، وقد عظّم الإسلام حق الجار، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ». فإجابته أولى؛ لأن ضرره أسرع إليك إذا أغضبته، ونفعه أقرب إليك إذا أحسنت إليه، وحقه آكد.
2- حالة التقدّم (أن يدعوك أحدهما قبل الآخر):
* الحكم: "وإن سبق أحدهما فأجب الذي سبق".
* العلة والحكمة: لأن الدعوة السابقة لها حق الأولوية، وإجابته إكرام له وتقديم لحقه الذي سبق به. وفيه احترام للعهد والوعد، وعدم إغضاب من بادرك بالدعوة وأظهر لك التقدير.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- عناية الإسلام بالعلاقات الاجتماعية: فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلّمنا كيف نتعامل مع المواقف الحياتية بما يحفظ المودة ويجنبنا الإحراج والخصومة.
2- تأكيد حق الجوار: الحديث يبرز المكانة السامية للجار في التشريع الإسلامي، ويوجب تقديمه في الكثير من الحقوق والمواقف.
3- مراعاة الأولويات: الشرع الحكيم يرتب الأولويات في الحقوق، فحق الجار القريب آكد من حق الجار البعيد، والحق السابق مقدّم على الحق اللاحق.
4- العدل والإنصاف: هذه التوجيهات النبوية تحقق العدل بين الناس، وتزيل أسباب الحقد والضغينة من النفوس.
5- الحكمة في حل التعارض: عند تعارض المصالح أو الحقوق، لا بد من وضع ضوابط شرعية عادلة للترجيح بينها، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.
6- فضل إجابة الدعوة: الأصل في دعوة الوليمة أن تُجاب، إلا لعذر شرعي، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةٍ فَلْيُجِبْ».

رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا الحديث يدخل في باب "الجمع بين الحسنين"، حيث تستطيع بإذن الله أن توفق بين الحقين إن أمكن، بأن تذهب إلى الداعي الأول (السابق) أو الأقرب، وتعتذر للآخر اعتذاراً لطيفاً، مبيناً له السبب الشرعي الذي منعك من إجابته، كأن تقول: "جارِي الْأَقْرَبُ دَعَانِي" أو "هذا سبق بدعوته"، مما يرضيه ويحفظ مشاعره.
* إذا تساوى الجاران في القرب، وتساويا في توقيت الدعوة، فالأمر واسع – إن شاء الله – ويختار الإنسان أيتهما شاء.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا العمل بسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٥٦)، وأحمد (٢٣٤٦٦) كلاهما من حديث عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن أبي العلاء الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن رجل، من أصحاب النبي ﷺ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يتبين العكس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 554 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا

  • 📜 حديث: إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب