أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟

حديث: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟

عن سهل بن سعد الأنصاري، أن رسول الله ﷺ أتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» فقال الغلام: لا والله! يا رسول الله! لا أوثر بنصيبي منك أحدا، قال: فتله رسول الله ﷺ
في يده.

متفق عليه: رواه مالك في صفة النبي ﷺ (١٨) عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد الأنصاري، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النابع من نور النبوة، الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه:

نص الحديث:

عن سهل بن سعد الأنصاري، أن رسول الله ﷺ أُتِيَ بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» فقال الغلام: لا والله! يا رسول الله! لا أوثر بنصيبي منك أحدًا، قال: فَتَلَّهُ رسول الله ﷺ في يده.

1. شرح المفردات:

● أُتِيَ بشراب: قُدِّم إليه شرابٌ (ماء أو لبن أو نحوهما).
● غلام: فتى صغير.
● الأشياخ: جمع شيخ، وهم كبار السن من الصحابة.
● أتأذن لي: هل تسمح لي؟
● لا أوثر بنصيبي منك أحدًا: لا أفضِّل أحدًا على حقي في الشرب من يدك مباشرة بعدك.
● فَتَلَّهُ: وضعه في يده مباشرة دون أن يعطيه لأحد غيره.

2. شرح الحديث:

يصور لنا هذا الحديث المشهد النبوي الرائع:
جلس النبي ﷺ بين أصحابه، وقُدِّم إليه شراب ليشرب منه. وكان عن يمينه فتى صغير، وعن يساره مجموعة من كبار الصحابة (الأشياخ). والأصل في آداب الطعام والشراب تقديم الأيمن فالأيمن، لكن النبي ﷺ وجد على يمينه غلامًا صغيرًا، وعلى يساره كبار الصحابة، فخاطب الغلام بسؤاله الأدبي الرقيق: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» أي: هل تسمح لي أن أبدأ بهؤلاء الكبار احترامًا لهم؟
فأجاب الغلام ببراءة الطفل وصدقه، وحبه للنبي ﷺ، قائلاً: «لا والله! يا رسول الله! لا أوثر بنصيبي منك أحدًا»، أي: لا أتنازل عن حقي في أن أشرب من يدك مباشرة بعدك، فهذا شرف لا أفضِّل عليه أحدًا.
فما كان من النبي ﷺ إلا أن قبل هذا الجواب، ووضح الشراب في يد الغلام مباشرة، مبتدئًا به إكرامًا لرغبته وحقه.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- الأدب النبوي في التعامل مع الصغار: النبي ﷺ لم يأمر الغلام بتقديم الكبار، بل استأذنه، معلمًا الأمة كيف تحترم مشاعر الصغار وتستشيرهم.
2- تقديم الحقوق الشخصية: للصغير حقه مثل الكبير، ولا يُسقط حقه لمجرد صغره.
3- الصدق والصراحة في القول: مدح النبي ﷺ صراحة الغلام وصدقه في التعبير عن رغبته.
4- احترام آداب الطعام والشراب: الأصل هو البدء باليمين، وقد التزم النبي ﷺ بهذا الأدب حين أعطى الغلام لأنه كان على يمينه.
5- التواضع النبوي: النبي ﷺ وهو سيد الخلق يستأذن طفلاً، وهذا من تواضعه العظيم وأدبه الرفيع.
6- حب الصحابة للنبي ﷺ: ظهر حب الغلام للنبي ﷺ في تمسكه بالشرب من يده مباشرة.

4. فوائد إضافية:

- الحديث يدل على أن الحقوق لا تسقط بالصغر، بل يجب احترامها.
- جواز مناقشة الصغير وإشراكه في القرارات التي تخصه.
- تقديم الآداب والاحترام حتى في أبسط المواقف اليومية.
- ينبغي للكبار أن يقدروا مشاعر الصغار ولا يستخفوا بها.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صفة النبي ﷺ (١٨) عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد الأنصاري، فذكره.
ورواه البخاري في الأشربة (٥٦٢٠)، ومسلم في الأشربة (٢٠٣٠: ١٢٧) كلاهما من طريق مالك به مثله.
قوله: «فتلّه» بفتح المثناة وتشديد اللام أي وضعه، وقيل: وضعه بعُنف.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 520 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟

📜 حديث: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية