حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إكرام الضيف

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
وفي لفظ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٣٨) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الأول.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
وفي لفظ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، من الأحاديث العظيمة التي جمعت بين أصول الإيمان وآداب الإسلام العملية. وإليك الشرح الوافي له:


1. شرح المفردات:


● يؤمن بالله واليوم الآخر: الإيمان الكامل الذي يقتضي العمل بالشرع، والاستعداد للقاء الله.
● فليكرم ضيفه: الإحسان إلى الضيف بالطعام والشراب وحسن المعاملة.
● فليصل رحمه: صلة الأقارب بالزيارة والإحسان المالي والمعنوي.
● فليقل خيرًا أو ليصمت: أن يتكلم بالكلام الطيب النافع، أو يسكت عن الكلام الضار أو غير النافع.
● فليكرم جاره: الإحسان إلى الجار بقولٍ أو فعلٍ أو معاملة حسنة.


2. شرح الحديث:


جمع النبي ﷺ في هذا الحديث بين ثلاثة (أو أربعة) أمور عظيمة هي من مكارم الأخلاق، وربطها بالإيمان بالله واليوم الآخر، مما يدل على أن هذه الأمور ليست مجرد عادات اجتماعية، بل هي من صميم الإيمان وتوابعه.
● تكريم الضيف:
وهو من آداب الإسلام العظيمة، وقد جاء في حديث آخر: «مَن كانَ يُؤمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، فَما كانَ بَعْدَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ عليه» (رواه البخاري).
والمعنى: أن إكرام الضيف واجب على المسلم، وهو من علامات كمال إيمانه.
● صلة الرحم:
وهي من أعظم القربات، وتشمل الزيارة والمساعدة المالية والبدنية وحسن المعاملة، وقد ورد الوعيد الشديد لمن قطع رحمه، كما في قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (محمد:22).
وصلة الرحم سببٌ لطول العمر وزيادة الرزق.
● القول الخير أو الصمت:
هذا توجيه نبوي عظيم لضبط اللسان، الذي هو من أخطر الجوارح، كما في حديث: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ» (رواه البخاري).
فالمؤمن مأمور بأن يتكلم بالخير فقط، وإلا فالصمت أولى.
● إكرام الجار (في اللفظ الآخر):
وهو من الحقوق العظيمة في الإسلام، حتى قال ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» (رواه البخاري).
وإكرام الجار يشمل عدم أذاه، ومساعدته، وإسداء المعروف إليه.


3. الدروس المستفادة:


● الربط بين الإيمان والعمل:
الإيمان ليس مجرد اعتقاد، بل هو عمل وسلوك، فمن كان مؤمنًا حقًّا ظهر ذلك على أخلاقه ومعاملاته.
● المجتمع المسلم قائم على التكافل والأخلاق:
هذه الأمور (إكرام الضيف، صلة الرحم، إكرام الجار، ضبط اللسان) تبني مجتمعًا متراحمًا متعاونًا.
● ضبط اللسان من أساسيات الإسلام:
كثير من المصائب والعداوات تنشأ من الكلام، فالمؤمن حريص على لسانه.
● التأكيد على حقوق الآخرين:
الحقوق في الإسلام لا تقتصر على العبادات فقط، بل تشمل المعاملات وحقوق الخلق.


4. معلومات إضافية:


- الحديث يدل على أن هذه الأمور من الواجبات أو المستحبات المؤكدة، لأن النبي ﷺ قرنها بالإيمان.
- في رواية أخرى: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ» (رواه البخاري)، مما يدل على أن أذى الجار من كبائر الذنوب.
- ينبغي للمسلم أن يجعل هذه الوصايا برنامجًا عمليًّا في حياته، فهي من أسباب محبة الله ودخول الجنة.

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٣٨) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الأول.
ورواه مسلم في الإيمان (٤٧: ٧٤) من طريق يونس، عن الزهري به. فذكره باللفظ الثاني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 533 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

  • 📜 حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب