حديث: كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أن العظم والروث من طعام الجن
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٥٠)، عن محمد بن المثنى، حدَّثنا عبد الأعلى، عن داود، عن عامر، قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: فقال علقمة .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره:
الحديث:
عن علقمة قال: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: لا. ولكنّا كُنَّا مع رسول الله ﷺ ذات ليلةٍ، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل! قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ. فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قِبَل حراء. قال: فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ. فقال: «أتاني داعي الجنِّ، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن». قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد. فقال: «لكم كلُّ عظمٍ ذُكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا. وكلُّ بعرة علفٌ لدوابكم». فقال رسول الله ﷺ: «فلا تستنجوا بهما؛ فإنَّهما طعام إخوانكم».
1. شرح المفردات:
● ليلة الجنِّ: أي الليلة التي التقى فيها النبي ﷺ بالجن.
● ففقدناه: لم نجدْه.
● الأودية والشعاب: الأماكن المنخفضة بين الجبال.
● استطير: أي اختُطِفَ وطار به.
● اغتيل: قُتِلَ غِيلةً (خيانة).
● بِتْنَا بِشَرِّ ليلة: قضينا ليلةً شديدةَ الشقاء والخوف.
● حراء: الجبل المعروف بمكة حيث كان النبي ﷺ يتعبد قبل البعثة.
● داعي الجنِّ: مبعوث الجن الذي جاء ليدعو النبي ﷺ.
● آثار نيرانهم: علامات نارهم التي أوقدوها.
● الزاد: الطعام.
● عظم ذُكِرَ اسمُ الله عليه: العظم الذي ذُبِحَتْ عليه الذبيحةُ وسُمِّيَ اللهُ عند ذبحها.
● أوفر ما يكون لحمًا: يكون كثير اللحم كما هو حاله قبل الأكل.
● بَعْرَة: روث الحيوانات كالإبل والغنم.
● عَلَفٌ لدوابكم: طعامٌ لدوابِّكم (الجن).
● فلا تستنجوا بهما: لا تستعملوا العظم والروث في الاستنجاء (التطهير من النجاسة).
2. شرح الحديث:
يحكي الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قصةً عجيبةً حدثت مع النبي ﷺ وأصحابه، حيث فقدوا النبي ﷺ ليلةً فبحثوا عنه في الأودية والجبال خوفًا عليه، وافترضوا أنه قد أُصيب بمكروه، فباتوا ليلةً مليئةً بالقلق والتعب. فلما أصبحوا، وجدوا النبي ﷺ قادمًا من جهة جبل حراء، فسألوه عن سبب غيابه، فأخبرهم أن داعيًا من الجن قد جاءه فذهب معه وقرأ عليهم القرآن، فاهتدوا وآمنوا به.
ثم ذهب بهم النبي ﷺ إلى مكان لقاء الجن وأراهم آثارَهم ونيرانهم. وسألوه الزاد (الطعام)، فأخبرهم النبي ﷺ أن الله أباح لهم العظام التي ذُكِر اسم الله عليها، حيث تعود عليها اللحوم كما كانت قبل الأكل، وكذلك روث الحيوانات (البعر) يكون علفًا لدوابهم. ثم نهاهم عن الاستنجاء بهذين الشيئين (العظم والروث) لأنهما صارا طعامًا لإخوانهم من الجن.
3. الدروس المستفادة:
1- عناية الصحابة بالنبي ﷺ وخوفهم عليه: وهذا يدل على محبتهم الفائقة له وتقديرهم لشخصه الكريم.
2- اهتمام الجن بالقرآن وهدايتهم به: وهذا يدل على أن القرآن معجزة خالدة، تؤثر في الإنس والجن.
3- رحمة الإسلام بالجن: حيث أباح لهم ما ينفعهم في طعامهم وعلف دوابهم.
4- تحريم الاستنجاء بالعظم والروث: لأنهما صارا طعامًا للجن، فيجب احترامهما وعدم إهانتهما.
5- التواضع وحسن المعاملة حتى مع غير البشر: فالنبي ﷺ عامل الجن باحترام وأجاب دعوتهم وقرأ عليهم القرآن.
6- قدرة الله على إعادة اللحم للعظم: وهذا من عجائب قدرة الله تعالى التي لا يعجزها شيء.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن الجن مكلفون بالعبادة مثل البشر، وقد استمعوا لرسول الله ﷺ وآمنوا به.
- النهي عن الاستنجاء بالعظم والروث يدخل تحت الأدب مع خلق الله، حتى لو كانوا من الجن.
- قصة إيمان الجن مذكورة في سورة الجن في القرآن الكريم، مما يؤكد صدق هذه القصة.
- يستفاد من الحديث أهمية الدعوة إلى الله حتى للجن، وهذا من عموم رسالة الإسلام.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال ابن خزيمة في صحيحه (٨٢) بعد ما أخرجه من طريق عبد الأعلى ويحيى بن أبي زائدة كلاهما عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي: «هذا حديث عبد الأعلى، وفي حديث ابن أبي زائدة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تستنجوا بالعظم ولا بالبعر؛ فإنه زاد إخوانكم من الجن».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 527 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 502 كنا نأكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب قيامًا
- 503 يشرب قائما وقاعدا
- 504 يشرب قائما وقاعدا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره
- 505 إذا بال أحدكم فلا يمسح ذكره بيمينه
- 506 نهى عن النفخ في الشراب؟
- 507 نهى النبي عن التنفس في الإناء أو النفخ فيه
- 508 يتنفس في الإناء ثلاثا
- 509 التنفس في الشراب ثلاثًا
- 510 أبن القدح عن فيك ثم تنفس
- 511 ماء بات في شنة وإلا كرعنا
- 512 نهي النبي عن شرب الماء من فم السقاء
- 513 نهي عن الشرب من فم القربة أو السقاء
- 514 نهى النبي عن الشرب من في السقاء
- 515 نهي النبي عن المجثمة ولبن الجلّالة والشرب من في السقاء
- 516 شرب النبي من في قربة معلقة قائما
- 517 شرب النبي ﷺ من قربة معلقة وهو قائم
- 518 الأيمن فالأيمن
- 519 فأعطاه أعرابيا عن يمينه، وقال: «الأيمن فالأيمن»
- 520 أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟
- 521 أتي بلبن قد شيب بماء من البئر، وعن يمينه أعرابي
- 522 فسكب في قدح ماء، ثم حلب عليه من داجن له،...
- 523 أخذ النبي اللبن في الإسراء بدلاً من الخمر
- 524 أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل
- 525 شرب النبي لبنا ثم تمضمض وقال إن له دسما
- 526 تغطية الاناء ولو بعود عند النوم
- 527 كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة، ففقدناه، فالتمسناه في...
- 528 العظم والروثة؟ قال: هما من طعام الجن
- 529 ساقي القوم آخرهم شربا
- 530 ساقي القوم يكون آخر من يشرب
- 531 كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا
- 532 شرح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
- 533 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
- 534 إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه
- 535 لا خير فيمن لا يضيف
- 536 ضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا...
- 537 الضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة
- 538 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
- 539 الضيافة ثلاثة أيام فما سوى ذلك فهو صدقة
- 540 الضيافة ثلاث فما زاد على ذلك فهو صدقة
- 541 الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة
- 542 مدة الضيافة ثلاثة ايام وما زاد عليها صدقة
- 543 خذوا حق الضيف الذي ينبغي لكم
- 544 ليلة الضيف واجبة على كل مسلم
- 545 أيما ضيف نزل بقوم فأصبح محروما فله أن يأخذ بقدر...
- 546 من أمر به فلا يقريني أفأقريه؟ قال: لا، أقره
- 547 صم وأفطر فإن لجسدك عليك حقا
- 548 إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب
- 549 وجوب إجابة الدعوة
- 550 فكوا العاني وأجيبوا الداعي وعودوا المريض
- 551 لو دعيت إلى كراع لأجبت
معلومات عن حديث: كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب
📜 حديث: كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








