نهي النبي عن شرب الماء من فم السقاء

حديث: نهي النبي عن شرب الماء من فم السقاء

عن أبي سعيد الخدري قال: نهى رسول الله ﷺ عن اختناث الأسقية، يعني أن تكسر أفواهها فيشرب منها.
وفي رواية: أن يُشرب من أفواهها.
وفي رواية: واختناثُها أن يقلب رأسها ثم يُشرب منه.

متفق عليه: رواه البخاري في الأشربه (٥٦٢٥) كلاهما من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● اختِناث الأسقية:
● الاختناث في اللغة: هو الكسر والثني.
● الأسقية: جمع سِقاء، وهو الوعاء المصنوع من الجلد الذي يُخزن فيه الماء أو اللبن وغيرهما من السوائل.
- فالمعنى: نهى النبي ﷺ عن ثني أفواه هذه القِرَب أو كسرها ليشرب الإنسان منها مباشرة.
● أن تكسر أفواهها:
أي ثني فم السقاء أو طيه بحيث يصبح الفم معوجًا أو مكسورًا ليتسنى للشارب أن يشرب منه مباشرة دون صبّ.
● أن يقلب رأسها ثم يُشرب منه:
أي قلب فم السقاء أو ثنيه إلى الخلف أو الجانب ثم وضع الفم عليه والشرب مباشرة.

2. شرح الحديث:

نهى النبي ﷺ عن الشرب مباشرة من فم السقاء (أي الوعاء الجلدي) بعد ثني فمه أو كسره.
والسبب في هذا النهي يعود إلى أمور منها:
● خطر الإصابة بالضرر:
فقد يكون في جوف السقاء حشرات أو أذى لا يُرى، فإذا شرب الإنسان مباشرة من فمه دون أن يرى ما بداخله، قد يصيبه أذى.
● النظافة والطهارة:
الشرب من فم السقاء مباشرة قد يؤدي إلى تلوث الماء أو السائل الموجود فيه بسبب لعاب الشارب أو جراثيم الفم، خاصة إذا تعدد الشاربون.
● التقاطُ الهواء:
عند الشرب من فم السقاء المكسور أو المقلوب، قد يدخل الهواء بكثرة إلى جوف الشارب مما يسبب ضررًا له أو شعورًا بعدم الراحة.
● التأدب مع الشراب:
الإسلام يحث على التأدب في الشرب، ومن الأدب أن يصب الإنسان الشراب في إناء ثم يشرب منه، أو يشرب من السقاء دون كسر فمه، بل بإمالته برفق.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحفاظ على الصحة:
النهي عن الشرب من فم السقاء مباشرة يدل على حرص الإسلام على صحة الإنسان وسلامته من الأذى الخفي.
2- النظافة والوقاية:
الإسلام يحرص على النظافة في كل شيء، حتى في طريقة الشرب، لئلا يتلوث الشراب أو ينتقل مرض.
3- التأدب مع النعم:
الأدب في الشرب والطعام من كمال الإيمان، فالمسلم يتأدب حتى مع الجمادات (كالأوعية) التي يستخدمها.
4- اجتناب الضرر:
هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ التي تشمل الكثير من الحكم، ومنها تجنب طرق الشرب التي قد تضر بالإنسان.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- روى هذا الحديث الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- بعض العلماء يرى أن النهي للكراهة التنزيهية وليس للتحريم، إلا إذا كان هناك ضرر محقق.
- ينبغي للمسلم أن يشرب بطريقة مهذبة، كأن يشرب ثلاثًا (يتنفس خارج الإناء)، ولا يشرب من فم السقاء مباشرة، بل يصب في كأس أو يشرب برفق دون كسر فم الوعاء.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأشربه (٥٦٢٥) كلاهما من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. وليس عند مسلم يعني أن تكسر ... الخ.
والرواية الثانية لهما: البخاري في الأشربة (٥٦٢٦)، ومسلم في الأشربة (٢٠٢٣: ١١١) كلاهما من طريق يونس، عن الزهري به.
والرواية الثالثة لمسلم من طريق معمر، عن الزهري به.
والاختناث من الخنث، وأصل هذه الكلمة التكسر والانطواء، ومنه سمي الرجل المتشبه بالنساء في طبعه وكلامه وحركاته مخنثا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 512 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي عن شرب الماء من فم السقاء

📜 حديث: نهي النبي عن شرب الماء من فم السقاء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهي النبي عن شرب الماء من فم السقاء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهي النبي عن شرب الماء من فم السقاء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهي النبي عن شرب الماء من فم السقاء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية