حديث: ماء بات في شنة وإلا كرعنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في شرب الماء كرعا

عن جابر بن عبد الله، أن النبي ﷺ دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب
له، فسلم النبي ﷺ وصاحبه، فرد الرجل فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! وهي ساعة حارة، وهو يحول في حائط له، يعني الماء، فقال النبي ﷺ: «إن كان عندك ماء بات في شنة، وإلا كرعنا» والرجل يحول الماء في حائط، فقال الرجل: يا رسول الله! عندي ماء بات في شنة، فانطلق إلى العريش، فسكب في قدح ماء، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب النبي ﷺ، ثم أعاد فشرب الرجل الذي جاء معه.

صحيح: رواه البخاري في الأشربة (٥٦٢١) عن يحيى بن صالح، حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله، فذكره.

عن جابر بن عبد الله، أن النبي ﷺ دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب
له، فسلم النبي ﷺ وصاحبه، فرد الرجل فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! وهي ساعة حارة، وهو يحول في حائط له، يعني الماء، فقال النبي ﷺ: «إن كان عندك ماء بات في شنة، وإلا كرعنا» والرجل يحول الماء في حائط، فقال الرجل: يا رسول الله! عندي ماء بات في شنة، فانطلق إلى العريش، فسكب في قدح ماء، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب النبي ﷺ، ثم أعاد فشرب الرجل الذي جاء معه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أدب جم، وعفة وكرم. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● بات في شَنَّة: أي ماء بقي ليلة في سقاء (قربة) من جلد.
● كَرِعْنَا: أي شربنا مباشرة من الإناء أو النهر بدون إناء.
● يُحَوِّلُ في حائطه: أي يدير الماء في بستانه (بستانه) لسقى الأشجار.
● الدَّاجِن: هي الشاة أو الناقة التي تُربى في البيت، وغالباً ما يراد بها هنا شاة اللبن.
● العَرِيش: هو المكان المظلل المصنوع من الخشب أو الجريد، يكون في البستان للاستراحة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأنصار - وهم أهل المدينة المنورة الذين استقبلوا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروه - ومعه صاحب له (أي صحابي آخر)، فسلم النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه على الرجل، فرد الرجل السلام وقال: "يا رسول الله! بأبي أنت وأمي!" وهي كلمة تعظيم ومحبة، يعني: أفديك بأبي وأمي.
وكان الوقت ساعة حارة (أي وقت شدة الحر)، والرجل كان مشغولاً بسقي بستانه (يحول الماء في حائطه). فقال النبي صلى الله عليه وسلم بأدب جم: «إن كان عندك ماء بات في شَنَّة، وإلا كرعنا».
وهنا موطن العبرة: النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب شيئاً، بل خيَّر صاحب البستان بين أمرين:
1. إما أن يعطيهم ماءً كان قد بقي في سقاء (شنة) من الليل، فيكون أبرد وأنقى.
2. أو else (وإلا) فإنهم سيشربون مباشرة من ماء البستان (يكرعوا) دون أن يزعجوه أو يكلفوه.
فأجاب الرجل بأن عنده ماءً بات في شنة، فذهب إلى العريش (المكان المظلل) وسكب من ذلك الماء البارد في قدح، ثم حلب عليه من شاة عنده (داجن) ليمزج لهم شراباً لبنياً منعشاً. فشرب النبي صلى الله عليه وسلم أولاً، ثم أعاد القدح فشرب الصحابي الذي معه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الأدب في طلب الحاجة: النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نطلب حاجتنا بأدب وعدم إحراج للغير.
2- مراعاة ظروف الآخرين: الرجل كان مشغولاً بسقي بستانه، فلم يشأ النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطعه أو يثقل عليه.
3- الكرم والضيافة: تصرف الرجل الأنصاري يدل على كرم أهل المدينة وحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يكتف بالماء البارد بل أضاف إليه اللبن الطازج تكريماً لضيفه.
4- الرفق بالناس: قول النبي صلى الله عليه وسلم "وإلا كرعنا" تواضع منه ورفق بالرجل؛ حتى لا يشعر بأي عبء.
5- البداءة بالأفضل عند الضيافة: قدم الرجل الشراب للنبي صلى الله عليه وسلم أولاً ثم لصاحبه، وهذا من آداب الضيافة.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" والإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- فيه جواز شرب اللبن الممزوج بالماء إذا كان طاهراً.
- وفيه أيضاً استحباب تقديم الشراب لأفضل الحاضرين ثم الذي يليه.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتأدب بآداب النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي به في كل صغيرة وكبيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأشربة (٥٦٢١) عن يحيى بن صالح، حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
قوله: «وإلا كرعْنا»الكرع: تناول الماء بالفم عن غير إناء ولا كف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 511 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ماء بات في شنة وإلا كرعنا

  • 📜 حديث: ماء بات في شنة وإلا كرعنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ماء بات في شنة وإلا كرعنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ماء بات في شنة وإلا كرعنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ماء بات في شنة وإلا كرعنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب