حديث: من أمر به فلا يقريني أفأقريه؟ قال: لا، أقره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الحث على قرى الضيف وإنْ أساء إلى المقري

عن مالك بن نضلة الجشمي قال: قلتُ: يا رسول الله! الرجل أمرُّ به فلا يَقْرِيني، ولا يُضيّفني فيمرّ بي، أفأَقْرِيه؟ قال: «لا، أَقْرِهِ» قال: ورآني رثَّ الثيابِ فقال: «هل لكَ من مالٍ؟» قلتُ: من كل المال، قد أعطاني الله من الإبل والغنم قال: «فلْيُرَ عليك».

صحيح: رواه الترمذي (٢٠٠٦)، وأبو داود (٤٠٦٣)، والنسائي (٥٢٢٣)، وأحمد (١٥٨٨٨)، وصحّحه ابن حبان (٥٤١٦)، والحاكم (١/ ٢٥، ٢٤) كلهم من حديث أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، فذكره.

عن مالك بن نضلة الجشمي قال: قلتُ: يا رسول الله! الرجل أمرُّ به فلا يَقْرِيني، ولا يُضيّفني فيمرّ بي، أفأَقْرِيه؟ قال: «لا، أَقْرِهِ» قال: ورآني رثَّ الثيابِ فقال: «هل لكَ من مالٍ؟» قلتُ: من كل المال، قد أعطاني الله من الإبل والغنم قال: «فلْيُرَ عليك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والنسائي في سننهما، وصححه الألباني. وهو يحمل معاني عظيمة في حسن الخلق والكرم، ورد الإساءة بالإحسان.

أولاً. شرح المفردات:


● أمرُّ به: أي أمرُّ بمنزله أو بمجلسه.
● فلا يَقْرِيني: لا يقدم لي طعام القِرَى، وهو طعام الضيافة.
● ولا يُضيّفني: لا ينزلني ضيفاً عنده.
● أفأَقْرِيه؟: هل أكافئه وأقدم له طعام الضيافة إذا مر بي؟
● رثَّ الثيابِ: ثياب بالية قديمة.
● هل لكَ من مالٍ؟: هل تملك مالاً؟
● من كل المال: أي أملك أنواعاً مختلفة من المال.
● فلْيُرَ عليك: فليظهر أثر نعمة الله عليك في ملبسك وهيئتك.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل مالك بن نضلة الجشمي رضي الله عنه أنه ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه حالةً واجهها، حيث كان يمرُّ على رجل فلا يقدم له الضيافة ولا يكرمه، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في أن يكافئه بمثل فعله إذا مر به ذلك الرجل، بأن لا يضيفه أيضاً.
فكانت إجابة النبي صلى الله عليه وسلم «لا، أَقْرِهِ»، أي: لا تفعل ذلك، بل قابله بالإحسان وأكرمه بالضيافة.
ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى مالك رضي الله عنه فرآه يرتدي ثياباً متواضعة وبالية، فسأله سؤالاً تربوياً: «هل لكَ من مالٍ؟»، فأجابه مالك أنه يملك من الإبل والغنم، أي أنه من أهل اليسار والغنى. هنا وجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى درس عظيم في الهيئة والمظهر، فقال له: «فلْيُرَ عليك»، أي فليظهر أثر نعمة الله عليك من الغنى واليسار في ملبسك وهندامك، بحيث ترتدي ثياباً حسنة تليق بما أعطاك الله من نعمة، ولا تظهر في صورة الفقراء وأنت لست منهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خُلُق الكرم ورد الإساءة بالإحسان: يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمقابلة الإساءة والإهمال بالإحسان والكرم، وهو من أعلى درجات الإيمان وحسن الخلق. قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].
2- التجمل في المظهر دون إسراف: الحديث أصل في مشروعية التجمل ولبس الثياب الحسنة المناسبة لمقام الشخص ونعم الله عليه، وإظهار نعمة الله دون خيلاء أو تكبر. فالمسلم مأمور بأن يكون مظهره نظيفاً لائقاً، خاصة من كان قادراً.
3- النصيحة الاجتماعية البناءة: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن لبس الثياب البالية مباشرة، بل سأله عن حاله أولاً ليعلم هل هو فقير مضطر لهذا المظهر أم لا، ثم وجهه التوجيه المناسب. وهذا من فقهه وحكمته صلى الله عليه وسلم في التعليم.
4- شكر نعم الله بإظهارها في الحدود المشروعة: من شكر النعمة إظهارها في المأكل والمشرب والملبس دون إسراف أو مخيلة، ليعترف المسلم بنعمة ربه عليه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يجمع بين آدابين عظيمين: أدب المعاملة مع الناس، وأدب الهيئة والمظهر مع الله.
- نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التبذير والإسراف في اللباس، ولكن في المقابل حث على اللباس الحسن النظيف، كما في قوله: «إن الله جميل يحب الجمال» رواه مسلم.
- القِرَى هو طعام الضيف، وهو من سنن المرسلين وأخلاق الكرماء، وهو من أسباب المحبة والألفة في المجتمع.
نسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق والهدي الظاهر والباطن.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٠٠٦)، وأبو داود (٤٠٦٣)، والنسائي (٥٢٢٣)، وأحمد (١٥٨٨٨)، وصحّحه ابن حبان (٥٤١٦)، والحاكم (١/ ٢٥، ٢٤) كلهم من حديث أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، فذكره. وبعضهم اكتفى بذكر الثوب دون قصة القرى. وإسناده صحيح.
وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
قوله: «أَقْرِه» أي أضفْه، والقرى: هو الضيافة

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 546 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أمر به فلا يقريني أفأقريه؟ قال: لا، أقره

  • 📜 حديث: من أمر به فلا يقريني أفأقريه؟ قال: لا، أقره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أمر به فلا يقريني أفأقريه؟ قال: لا، أقره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أمر به فلا يقريني أفأقريه؟ قال: لا، أقره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أمر به فلا يقريني أفأقريه؟ قال: لا، أقره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب