حديث: ضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الضيافة ثلاثة أيام

عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله ﷺ قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة، وضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه».

متفق عليه: رواه مالك في صفة النبي ﷺ (٢٢) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، فذكره.

عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله ﷺ قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة، وضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم جامع لآداب إسلامية رفيعة، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي شريح العدوي الكعبي رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● فليقل خيراً أو ليصمت: أي ليتكلم بالكلام الطيب النافع، أو ليسكت عن الكلام السيء أو غير النافع.
● فليكرم جاره: الإكرام يشمل حسن المعاملة، والاحترام، وعدم الأذى، وبذل المعروف.
● جائزته يوم وليلة: "الجائزة" هنا هي القِرى والضيافة الأساسية الواجبة للضيف.
● فما كان بعد ذلك فهو صدقة: أي أن الضيافة بعد الأيام الثلاثة تعتبر صدقة وتطوعاً، وليست واجبة.
● لا يثوي عنده حتى يحرجه: "يثوي" يعني يقيم ويطيل الإقامة، "يحرجه" أي يضيق عليه ويُشعِره بالحرج حتى يضطره للخروج.

ثانياً. شرح الحديث:


جمع النبي ﷺ في هذا الحديث بين ثلاثة أمور عظيمة هي من علامات الإيمان الكامل بالله واليوم الآخر:
1- ضبط اللسان: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"
- هذا تأكيد على عظم خطر اللسان، فالكلمة قد ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات، وقد تهوي به إلى أسفل السافلين.
- المؤمن الحقيقي يزن كلماته قبل أن يطلقها، فإن كانت خيراً نافعاً تكلم بها، وإلا فالصمت أولى وأسلم.
2- حق الجار: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"
- الإيمان الكامل يدفع صاحبه إلى مراعاة حقوق الجار، وحسن الجوار من كمال الإيمان.
- إكرام الجار يشمل: عدم إيذائه، وتفقد حاجته، وبذل المعروف له، وتحمُّل أذاه.
3- حق الضيف: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"
- ثم بين النبي ﷺ مقدار الضيافة الواجبة شرعاً، وهي:
● الجائزة: حق الضيف الأساسي من الطعام والمبيت لمدة يوم وليلة (24 ساعة).
● الضيافة الكاملة: تبلغ ثلاثة أيام، وهي درجة كاملة من الإكرام.
● ما بعد الثلاثة: تصبح الضيافة صدقة يتطوع بها المضيف، وليس للضيف حق فيها.
- ثم حذر الضيف من إثقال كاهل مضيفه بالإقامة الطويلة التي تسبب له الحرج والمشقة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الربط بين الإيمان والعمل: الحديث يربط بين العقيدة القلبية (الإيمان بالله واليوم الآخر) والسلوك العملي (حسن الكلام، إكرام الجار، إكرام الضيف). فالإيمان الحق لا بد أن يثمر عملاً صالحاً.
2- الاهتمام بآداب الكلام: الإسلام يوجه إلى اختيار الكلام الطيب، والتحذير من آفات اللسان من غيبة ونميمة وكذب وفحش.
3- التأكيد على الحقوق الاجتماعية: الحديث يبرز أهمية التكافل الاجتماعي وحسن العلاقة مع الجيران، وهو ما يحقق الأمن والاستقرار في المجتمع.
4- التوازن في الحقوق والواجبات: بيان مقدار الضيافة الواجبة (ثلاثة أيام) يدل على realism الإسلام ومراعاته للظروف، فلا إفراط في الإلزام ولا تفريط في الحق.
5- المراعاة النفسية للآخرين: النهي عن إثواء الضيف حتى يحرج مضيفه يعلمنا to be considerate of others' feelings and circumstances.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث الجامعة التي تضمنت العديد من الآداب والوصايا في كلمات قليلة.
- بعض العلماء يستدل به على أن حق الجار وحق الضيف من الضروريات أو الكماليات في الدين على خلاف، ولكنها من علامات كمال الإيمان.
- الحديث يدل على عظمة الشريعة الإسلامية في بناء مجتمع متماسك قائم على التراحم والتكافل.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين إذا قالوا قالوا خيراً، وأكرموا جيرانهم، وأكرموا ضيوفهم، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صفة النبي ﷺ (٢٢) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، فذكره.
ورواه البخاري في الأدب (٦١٣٥) من طريق مالك به.
ورواه البخاري في الأدب (٦٠١٩)، ومسلم في اللقطة (٤٨: ١٤) عقب الحديث (١٧٢٦) كلاهما من طريق الليث، عن سعيد المقبري به أطول منه، وهو مذكور في جموع حقوق الجار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 536 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه

  • 📜 حديث: ضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ضيافته ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب