حديث: المؤمن يشرب في معى واحد والكافر في سبعة امعاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز ضيافة الكافر

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ ضافه ضيف كافر، فأمر له رسول الله ﷺ بشاة فحلبت، فشرب حلابها، ثم أخرى فشربه، ثم أخرى فشربه، حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح، فأسلم، فأمر له رسول الله ﷺ بشاة فحلبت، فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى، فلم يستتمها، فقال رسول الله ﷺ: «المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء».

صحيح: رواه مالك في صفة النبي ﷺ (١٠) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذ كره.

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ ضافه ضيف كافر، فأمر له رسول الله ﷺ بشاة فحلبت، فشرب حلابها، ثم أخرى فشربه، ثم أخرى فشربه، حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح، فأسلم، فأمر له رسول الله ﷺ بشاة فحلبت، فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى، فلم يستتمها، فقال رسول الله ﷺ: «المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه موعظة بليغة وصورة عملية من أخلاق النبي ﷺ العالية في التعامل مع غير المسلمين، ودعوتهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.

شرح الحديث:


الراوي:
هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث.
قصة الحديث:
يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً كافراً (غير مسلم) نزل ضيفاً على رسول الله ﷺ، فقابله النبي بأعلى دربات الكرم والضيافة، مع علمه بأنه كافر، فأمر له بشاةٍ فحُلبت (أي حلبوا لها لبنًا) فشرب الضيف اللبن كله، ثم أمر النبي بشاة أخرى فشربها، ثم أخرى حتى شرب حلاب سبع شياه (أي لبن سبع نعاج). ثم نام الضيف، ولما أصبح أسلم (أعلن إسلامه). فأمر له النبي ﷺ مرة أخرى بشاة فحُلبت فشربها، ثم أمر له بأخرى فلم يستطع إكمالها (أي لم يشربها كلها)، فقال النبي ﷺ معلقاً على هذا الموقف: «المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء».


شرح المفردات:


● ضافه: نزل عليه ضيفاً.
● فحلبت: حُلبت الشاة وأُخذ لبنها.
● حلابها: لبنها.
● لم يستتمها: لم يكمل شربها.
● المعي (جمعها: أمعاء): وهو جزء من أجزاء الجهاز الهضمي (الأمعاء)، والمقصود هنا كناية عن الشهية والقدرة على الأكل والشرب.


شرح المعنى الإجمالي:


1- الكرم مع غير المسلمين والدعوة بالخلق:
يظهر الحديث الكرم العظيم للنبي ﷺ وحسن ضيافته حتى للكافر، وهذا من حسن الخلق الذي يدعو إلى الإسلام، حيث كان هذا الكرم سبباً في إسلام الرجل.
2- الفرق بين شهية المؤمن والكافر:
بيّن النبي ﷺ أن الكافر بسبب بعده عن الإيمان وهديه، فإن قلبه غير مطمئن، فيلجأ إلى ملء بطنه تعويضاً عن الفراغ الروحي، فيأكل ويشرب بشهية كبيرة غير معتادة. أما المؤمن فإن قلبه عامر بالإيمان والطمأنينة، فيرضى بالقليل ولا يسرف في الأكل والشرب.
3- الإيمان يقلل الشهوة:
المؤمن يعلم أن الطعام والشراب وسيلة وليس غاية، فيأكل ليقتات ويعبد الله، ولا يجعل همته في ملء بطنه، كما في الحديث: «ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه...» (رواه الترمذي).
4- معجزة نبوية:
في هذا الحديث إشارة إلى حكمة النبي ﷺ ومعرفته بأحوال النفوس، حيث لاحظ تغير شهية الرجل بعد إسلامه، فبيّن أن الإيمان يهدئ النفس ويقلل من شراهتها للماديات.


الدروس المستفادة:


1- الدعوة إلى الإسلام بالخلق والكرم:
ينبغي للمسلم أن يكون قدوة في حسن التعامل مع غير المسلمين، بالبر والكرم والحسنى، كما قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46].
2- الاعتدال في الطعام والشراب:
المؤمن يتصف بالاعتدال وعدم الإسراف، كما قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
3- طمأنينة القلب بالإيمان:
الإيمان يملأ القلب نوراً ورضاً، فلا يحتاج إلى ملء البطن تعويضاً عن الفراغ الروحي.
4- الحكمة من اختلاف الشهية:
ليس المقصود حصراً عدد الأمعاء biologically، بل المقصود الكناية عن الشهية والشراهة، فالكافر يشبع بصعوبة بسبب قلقه وعدم قناعته، بينما المؤمن يقنع بالقليل.


ختاماً:


هذا الحديث من أحاديث الآداب والحكمة، يرشدنا إلى أهمية التأثير الإيماني في سلوك الإنسان وحياته، وإلى فضل الكرم والضيافة في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صفة النبي ﷺ (١٠) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذ كره.
ورواه مسلم في الأشربة (٢٠٦٣: ١٨٦) من طريق مالك به مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 571 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمن يشرب في معى واحد والكافر في سبعة امعاء

  • 📜 حديث: المؤمن يشرب في معى واحد والكافر في سبعة امعاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمن يشرب في معى واحد والكافر في سبعة امعاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمن يشرب في معى واحد والكافر في سبعة امعاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمن يشرب في معى واحد والكافر في سبعة امعاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب