أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.

حديث: أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: كان أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.

حسن: رواه ابن أبي الدنيا في «قرى الضيف»، ومن طريقه البيهقي في الشعب (٩١٧) عن محمد بن عبد الله بن المبارك، حدثنا أبو أسامة، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: كان أول من ضيّف الضيف إبراهيم ﵇.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «كَانَ أَوَّلُ مَنْ ضَيَّفَ الضَّيْفَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ».
(أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" وقال: هذا إسناد صحيح، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة")

الشرح المفصل:

# 1. شرح المفردات:

● ضَيَّفَ: من التَّضْيِيف، أي: قَبِلَ الضيفَ وأكرَمَه، وقدم له الطعام والمأوى والاحترام.
● الضَّيْف: هو الزائر الذي ينزل على الإنسان، سواء كان معروفاً له أم لا.
● أول من ضيف: أي أول من سنَّ سنة إكرام الضيف وجعلها شريعة ومنهاجاً يُتَّبع.

# 2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن فضل وسابقة نبي الله إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، حيث كان أول من سنَّ سنة إكرام الضيف وأقامها شعيرة يعرف بها، وجعلها من صفات المؤمنين.
وليس المقصود أنه لم يُكرم أحدٌ ضيفاً قبله مطلقاً، فقد يكون قد حدث، ولكن السياق يشير إلى أن إبراهيم عليه السلام هو أول من جعلها سنة ودائمة وصفة ملازمة له، فاشتهر بها وعُرف بها حتى صارت من أبرز خصاله، كما ورد في القرآن الكريم في قصة ضيوفه من الملائكة الذين جاءوه على هيئة بشر، فبادرهم بالطعام وهم غرباء لا يعرفهم، فقال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات: 24]. فقد قدّم لهم عجلاً حنيذاً (مشوياً) دون تردد أو تأخر، وهذا غاية الكرم وحسن الضيافة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● إكرام الضيف سُنَّة إبراهيمية ومحمدية: فبعد أن كانت سمة إبراهيم عليه السلام، جاء الإسلام فأكد عليها وجعلها من علامات الإيمان. قال النبي ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» (متفق عليه).
● الاقتداء بالأنبياء: الحديث يوجهنا إلى الاقتداء بأخلاق الأنبياء والصالحين، فهم القدوة في مكارم الأخلاق ومنها الكرم والضيافة.
● الضيافة من صفات الكرماء: إكرام الضيف يدل على سمو النفس وكرم الطبع، وهو من أسباب المحبة والألفة بين الناس، وتفقد أحوال بعضهم البعض.
● الضيف نعمة وليس نقمة: ينبغي استقبال الضيف بالبشر والترحاب، فهو يأتي بالبركة كما في الأثر، وليس كما يظن بعض الناس أنه عبء أو مشقة.
● القدر الواجب في الضيافة: ورد في السنة أن حق الضيف ثلاثة أيام، فما زاد على ذلك فهو صدقة. قال ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ». قيل: وما جائزته؟ قال: «يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ» (متفق عليه).

# 4. معلومات إضافية:

● قصة ضيوف إبراهيم: هي القصة المذكورة في سورتي الذاريات وهود، حيث جاءه الملائكة على هيئة رجال، فبادرهم بالطعام، فلما رأى أنهم لا يأكلون، وجد في نفسه خوفاً منهم (حتى طمأنوه بأنهم ملائكة جاءوا ليهلكوا قوم لوط).
● الفرق بين الضيافة والإيثار: ضيافة إبراهيم كانت مثالاً للإيثار، حيث قدم لهم طعاماً هو من أطيب ما عنده (عجل سمين مشوي) مع أنه كان في حالة لا يعلم فيها من هم، مما يدل على إخلاصه في الضيافة.
● الضيافة في الميزان: هي من الأعمال التي يحبها الله، وهي من أسباب دخول الجنة، كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً زار أخاً له في الله فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فقال: إنك قد أُثبت على الخير كله. (أخرجه أحمد).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقتدي بأنبيائه ويحسن إلى ضيوفه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي الدنيا في «قرى الضيف»، ومن طريقه البيهقي في الشعب (٩١٧) عن محمد بن عبد الله بن المبارك، حدثنا أبو أسامة، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثي حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 561 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.

📜 حديث: أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أول من ضيّف الضيف إبراهيم عليه السلام.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية