حديث: نهي النبي ﷺ عن التسمية بيعلى وأفلح ويسار ونافع.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهة التسمي بأفلح ورباح ويسار ونجيح ونافع ويعلى وبركة

عن جابر بن عبد الله يقول: أراد النبي ﷺ أن ينهى عن أن يسمى بيعلى، وببركة، وبأفلح، وبيسار، وبنافع وبنحو ذلك، ثم رأيته سكت بعد عنها، فلم يقل شيئا، ثم قبض رسول الله ﷺ ولم ينه عن ذلك، ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه.

صحيح: رواه مسلم في الآداب (٢١٣٨) عن محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: فذكره.

عن جابر بن عبد الله يقول: أراد النبي ﷺ أن ينهى عن أن يسمى بيعلى، وببركة، وبأفلح، وبيسار، وبنافع وبنحو ذلك، ثم رأيته سكت بعد عنها، فلم يقل شيئا، ثم قبض رسول الله ﷺ ولم ينه عن ذلك، ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله. هذا حديث عظيم له قصة ودروس مهمة، وها هو شرحه على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الآداب، باب النهي عن التسمية بـ "يسار" و"أفلح" و"نافع" و"بركة" ونحوها.

ثانياً. شرح المفردات:


● بيعلى: اسم علم مذكر، وهو من العلو والارتفاع.
● ببركة: اسم علم مؤنث، ومعناه الخير الكثير والثبات.
● بأفلح: اسم علم مذكر، من الفلاح، أي النجاح والديمومة في الخير.
● بيسار: اسم علم مذكر، من اليسر، أي الغنى والسهولة.
● بنافع: اسم علم مذكر، معناه الذي ينفع غيره.
● قبض: توفي، وهي كلمة تستخدم للتعبير عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ (أراد) أن ينهى المسلمين عن التسمية بهذه الأسماء: يعلى، بركة، أفلح، يسار، نافع، ونحوها من الأسماء التي تحمل معاني إيجابية مثل النجاح والغنى والبركة.
ثم تراجع النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا النهي وسكت، ولم ينهَ عنها حتى توفي.
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، أراد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ينهى عن هذه الأسماء أيضًا، ثم هو الآخر تراجع عن ذلك وترك الأمر.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه بأمته: كان همُّ النبي بالنهي عن هذه الأسماء لعلة معينة، لكنه امتنع عن النهي لحكمة أعلم بها الله تعالى. وهذا من كمال رسالته وحكمته، حيث لا ينطق عن الهوى.
2- التيسير ورفع الحرج: سكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن النهي يدل على أن التسمية بهذه الأسماء جائزة ولا حرج فيها، وهذا من يسر الإسلام وسماحته.
3- اتباع السنة وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله: موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمنا أن الصحابة كانوا حريصين على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى أن النبي سكت عنها، سكت هو أيضًا، مع أن الدافع عنده قد يكون صحيحاً (وسنذكره لاحقاً).
4- التعليل المحتمل للنهي: ذكر العلماء تعليلاً محتملاً لرغبة النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن هذه الأسماء. وهو أن الإنسان إذا سُمي بـ "يسار" (الغنى) وهو فقير، أو "نافع" وهو لا ينفع، أو "أفلح" وهو غير ناجح، قد يكون في ذلك نوع من السخرية أو التطير (التشاؤم) بالاسم، أو أن يقول الناس مثلاً: "أين يسارك؟" (أين غناك؟) فيؤذي ذلك صاحب الاسم. ولكن لأن هذا ليس بلازمٍ حتمي، سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن النهي.
5- جواز التسمية بهذه الأسماء: الحكم الشرعي المستفاد من سكوت النبي صلى الله عليه وسلم هو جواز التسمية بهذه الأسماء، وهذا هو مذهب جمهور العلماء.
6- الفقه في التعامل مع النصوص: الحديث يعلمنا أن السكوت عن الشيء ليس كالأمر به أو النهي عنه، بل قد يكون السكوت للإباحة.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- هذه الأسماء (نافع، أفلح، يسار، بركة) كانت أسماء لعدد من الصحابة رضي الله عنهم، مما يؤكد جوازها.
- بعض العلماء استحب ترك التسمية بهذه الأسماء احتياطاً وتجنباً للتعليقات السلبية التي قد تقال، لكن الأصل هو الجواز.
- هذا الموقف من النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن التشريع يكون بما صدر عنه من قول أو فعل أو تقرير، وليس بمجرد ما همَّ به أو فكر فيه.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الآداب (٢١٣٨) عن محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: فذكره.
ورواه أبو داود (٤٩٦٠) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بلفظ: «إن عشت - إن شاء الله - أنهى أمتي أن يسموا نافعا، وأفلح، وبركة» قال الأعمش: ولا أدري ذكر نافعا أم لا، فإن الرجل يقول: إذا جاء أثم بركة؟ فيقولون: لا.
وإسناده حسن من أجل أبي سفيان واسمه طلحة بن نافع وهو صدوق، وروايته عن جابر صحيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 627 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي ﷺ عن التسمية بيعلى وأفلح ويسار ونافع.

  • 📜 حديث: نهي النبي ﷺ عن التسمية بيعلى وأفلح ويسار ونافع.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي ﷺ عن التسمية بيعلى وأفلح ويسار ونافع.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي ﷺ عن التسمية بيعلى وأفلح ويسار ونافع.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي ﷺ عن التسمية بيعلى وأفلح ويسار ونافع.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب