أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت

حديث: أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت

عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله ﷺ: «أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. لا يضرك بأيهن بدأت، ولا تسمين غلامك يسارا، ولا رباحا، ولا نجيحا، ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فلا يكون فيقول: لا إنما هن أربع فلا تزيدن علي».

صحيح: رواه مسلم في الآداب (٢١٣٧) عن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا منصور، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن عميلة، عن سمرة بن جندب، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديث عظيم يجمع بين بيان أفضل الذكر وبعض الآداب الاجتماعية الهامة. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً وفقاً لطلبك.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
الراوي: سمرة بن جندب رضي الله عنه، وهو من الصحابة الكرام.
المصادر: أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب الآداب، باب كراهية التسمية بالأفلح ويسار ونحوها)، والإمام أبو داود، والترمذي، وغيرهم.

### ثانياً. شرح المفردات
* أحب الكلام إلى الله: أي أفضله وأعظمه أجراً عنده سبحانه.
* سبحان الله: تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب.
* الحمد لله: الثناء على الله بصفات الكمال والجلال، والشكر له على نعمه.
* ولا إله إلا الله: كلمة التوحيد والإخلاص، وهي أساس الدين.
* والله أكبر: تعظيم الله تعالى وتفويض الأمر كله له، وإثبات أنه أكبر من كل شيء.
* لا يضرك بأيهن بدأت: لا فرق في الفضل بين أن تبدأ بذكر واحدة قبل الأخرى.
* لا تسمين غلامك: النهي عن التسمية بهذه الأسماء.
* يسارا، ولا رباحا، ولا نجيحا، ولا أفلح: هذه أسماء ذات دلالة على الكثرة والنجاح والبركة (كاليُسْر، الرِّبْح، النجاح، الفلاح).
* أثم هو؟: (بفتح الهمزة وتسكين الثاء) أي: أهو موجود؟ أو أهو حي؟ وهي استفهام للتحقق من وجود الشخص.
* فلا يكون: أي لا يكون موجوداً أو حياً في ذلك الوقت.
* فيقول: لا: فيجيب السائل بالنفي.
* إنما هن أربع فلا تزيدن علي: أي هذه الأسماء الأربعة المذكورة (يسار، رباح، نجيح، أفلح) هي التي يُنهى عنها، فلا تزيد عليها وتنه عن غيرها بناء على هذا الحديث.

### ثالثاً. شرح الحديث
ينقسم الحديث إلى قسمين رئيسيين:
القسم الأول: فضل الكلمات الأربع (الذكر)
يخبرنا النبي ﷺ أن أفضل الكلام وأحبه إلى الله تعالى هو هذا الذكر العظيم:
1- سبحان الله: تسبيح الله وتنزيهه.
2- الحمد لله: حمده وشكره.
3- لا إله إلا الله: توحيده وإفراده بالعبادة.
4- والله أكبر: تعظيمه وتكبيره.
وهذه الجمل هي أساس الذكر، وهي من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وتثقل موازينه، وتحط من خطاياه. وقوله ﷺ: «لا يضرك بأيهن بدأت» تيسير من النبي ﷺ وبيان أنه لا حرج في الترتيب بينها، فجميعها عظيم الأجر والفضل.
القسم الثاني: النهي عن التسمية بأسماء معينة (الآداب)
ينهى النبي ﷺ عن تسمية الأبناء بأسماء تدل على الغنى والنجاح والبركة الدنيوية، مثل:
* يسار: الغنى واليُسر.
* رباح: الربح والكسب.
* نجيح: النجاح والفلاح.
* أفلح: الفلاح والديمومة.
علة النهي: أن هذه الأسماء قد تكون حمولة (أي يحمل صاحبها معنى اسمه)، فإذا سُئل شخص عن أحدهم名叫 بهذا الاسم (مثلاً: "أين رباح؟") وكان غير موجود أو قد مات، فستكون الإجابة: "لا يوجد رباح" أو "مات رباح". وهذه الإجابة تحمل معنى سلبياً يتناقض مع دلالة الاسم (كقولك: "لا ربح" أو "لا نجاح")، مما قد يوحي بنفي الخير والبركة، وهذا مما يتشاءم به الناس. فجاء النهي النبوي سداً لهذا الذريعة ومنعاً للتطير والتشاؤم.
وقوله ﷺ: «إنما هن أربع فلا تزيدن عليّ» توجيه للراوي (سمرة بن جندب) أن يقتصر في النهي على هذه الأسماء الأربعة التي سمعها من النبي ﷺ، ولا ينهى عن غيرها بناء على هذا الحديث، حفظاً للدقة في نقل السنة.

### رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد
1- عظم فضل الذكر: الحث على الإكثار من هذه الكلمات الأربع ("سبحان الله"، "الحمد لله"، "لا إله إلا الله"، "الله أكبر") فهن من أفضل العبادات وأسهلها على اللسان.
2- يسر الشريعة وسعتها: قوله ﷺ «لا يضرك بأيهن بدأت» يدل على يسر الإسلام ورفع الحرج عن الأمة.
3- اهتمام الإسلام بالآداب الاجتماعية: حتى في اختيار الأسماء، شرع الإسلام ما يحقق التفاؤل ويبعد عن التشاؤم والتفكير السلبي.
4- التوقي من أسباب التشاؤم: النهي عن هذه الأسماء من باب سد الذرائع، لمنع ما قد يجر إلى اعتقاد سوء أو طيرة.
5- دقة الصحابة في نقل السنة: حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل الحديث كما سمعوه دون زيادة أو نقصان، كما في قوله «فلا تزيدن عليّ».
6- اختيار الأسماء الحسنة: يستفاد من الحديث وجوب اختيار الأسماء التي ليس فيها محذور شرعي، أو معنى قبيح، أو ما يتشاءم به.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
* هل النهي للتحريم أم للكراهة؟

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الآداب (٢١٣٧) عن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا منصور، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن عميلة، عن سمرة بن جندب، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 626 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت

📜 حديث: أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية