حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من الشعر الذي يصدُّ عن ذكر الله

عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه، خير من أن يمتلئ شعرا».

صحيح: رواه مسلم في الشعر (٢٢٥٨) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد، عن سعد، فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه، خير من أن يمتلئ شعرا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تحذر من انشغال القلب واللسان بما لا يفيد في الدنيا ولا ينفع في الآخرة.

أولاً. شرح المفردات:


● لأن يمتلئ جوف أحدكم: أي أن يصبح بطنه وقلبه مليئاً.
● قيحاً: هو الصديد المنتن الذي يسيل من الجروح.
● يَريه: بفتح الياء وكسر الراء، أي حتى يفسده ويقتله.
● خير من أن يمتلئ شعراً: أي خير له من أن يمتلئ قلبه ولسانه بالشعر.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن امتلاء بطن الإنسان بالصديد المنتن الذي يؤذيه ويؤدي إلى هلاكه، أهون شراً وأقل خطراً من أن يملأ الإنسان وقته وقلبه ولسانه بقراءة الشعر أو قوله، إذا كان ذلك على حساب ذكر الله وطاعته وتلاوة القرآن.
وليس المقصد تحريم الشعر مطلقاً، فقد كان العرب يفخرون به، وورد في السنة بعض الشعر الحسن، كشعر حسان بن ثابت في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما التحذير من:
1- الإكثار من الشعر حتى يشغل عن القرآن والعلم النافع.
2- الشعر الذي فيه كذب أو مدح بالباطل أو وصف للمحرمات.
3- اتخاذ الشعر حرفة وديدناً للإنسان، فيصبح همه وقته كله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان عظم خطر اللهو والباطل: حيث شبه النبي صلى الله عليه وسلم ضرره بضرر القيح المميت، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الزجر.
2- الحث على اغتنام الوقت بما ينفع: يجب على المسلم أن يستثمر وقته في ذكر الله، وطلب العلم، وقراءة القرآن،而不是 إضاعته في ما لا طائل تحته.
3- تقديم النافع على الضار: فالمؤمن يختار دائماً ما فيه منفعة لدينه ودنياه، ويبتعد عما يضره أو يشغله عن الطاعات.
4- تحذير من التمادي في المباحات: فحتى الأمور المباحة كسماع الشعر الحسن، إذا ألهت عن الواجبات أصبحت مذمومة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الزهد والورع"، وحفظ الوقت واللسان.
- ينبغي للمسلم أن يوازن في حياته بين الحقوق والطاعات، ولا يجعل الهوايات – حتى المباحة منها – تستغرق جميع وقته.
- من الأمور التي تعين على تطبيق هذا الحديث: صحبة الصالحين، وحضور حلقات الذكر والعلم، والإكثار من تلاوة القرآن الذي هو كلام الله تعالى وشفاء للصدور.
نسأل الله أن يملأ قلوبنا بالإيمان، وأوقاتنا بالطاعة، وألسنتنا بذكر الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الشعر (٢٢٥٨) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد، عن سعد، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 681 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا

  • 📜 حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب