حديث: إن أباك أراد أمرًا فأدركه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح

عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا، قال: إن أباك أراد أمرًا فأدركه يعني الذِّكر.

حسن: رواه أحمد (١٨٢٦٣)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٠٤)، وابن حبان (٣٣٢) كلهم من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت مري بن قطري قال: سمعت عدي بن حاتم فذكره.

عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا، قال: إن أباك أراد أمرًا فأدركه يعني الذِّكر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا، قال: «إن أباك أراد أمرًا فأدركه» يعني الذِّكر. (رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني).


1. شرح المفردات:


● يصل الرحم: يحافظ على العلاقات مع الأقارب، ويبرهم، ويحسن إليهم.
● أراد أمرًا: قصد شيئًا عظيمًا ومطلوبًا، وهو هنا الثواب والأجر من الله تعالى.
● فأدركه: ناله وحصَّله.
● الذكر: يشير هنا إلى "شهادة أن لا إله إلا الله"، أي الإسلام. وقيل: أراد به الثناء الحسن والذكر الجميل.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر عدي بن حاتم رضي الله عنه أن والده حاتم الطائي -الذي كان مشهورًا بالكرم- كان يفعل أعمالاً حسنة مثل صلة الرحم والإحسان إلى الناس، ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مصيره. فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بأن أباه كان يريد بعمله الصالح شيئًا عظيمًا (كالثناء أو السمعة الطيبة بين الناس)، وقد نال ما أراد في الدنيا، لكنه لم يُدرك نيل رضا الله والجنة لأنه مات على غير الإسلام.


3. الدروس المستفادة منه:


● الإخلاص شرط لقبول العمل: الأعمال لا تُقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى ومتوافقة مع السنة. فلو عمل الإنسان أعمالاً كثيرة لكنها لغير الله، أو بدون اتباع شرعه، فإنها لا تنفعه في الآخرة.
● الفرق بين الحسنة الدنيوية والأخروية: من عمل صالحًا لهدف دنيوي (كالمدح والسمعة)، فإنه قد ينال بعض ثوابه في الدنيا، لكنه لا ثواب له في الآخرة إذا لم يكن العمل خالصًا لله.
● عظمة الإسلام والإيمان: لا ينفع عملٌ بدون إيمان، فالكافر لا يُقبل منه عمل وإن كان حسنًا في ظاهره.
● الحكمة في دعوة الآخرين: النبي صلى الله عليه وسلم لم يذمّ والد عدي مباشرة، بل أشار بلطف إلى أن عمله لم يكن خالصًا لله، ففاتته النجاة في الآخرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حاتم الطائي كان من أشهر العرب في الجاهلية بالكرم والشجاعة، لكنه مات قبل الإسلام.
- هذا الحديث يدل على أن الأعمال الصالحة التي يفعلها الكفار لا تُقبل منهم في الآخرة، لكنهم قد يُخفف عنهم من عذاب النار بسببها كما في بعض الأحاديث الأخرى (كحديث أبي طالب).
- يستفاد منه أهمية النية والإخلاص في كل عمل، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ».

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المخلصين له في القول والعمل، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، ويوفقنا لطاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٨٢٦٣)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٠٤)، وابن حبان (٣٣٢) كلهم من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت مري بن قطري قال: سمعت عدي بن حاتم فذكره.
وإسناده حسن من أجل سماك فإنه حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات، ومري بن قطري وإن تفرد عنه سماك إِلَّا أن ابن معين وثقه كما في تاريخ عثمان الدارمي عنه (٧٦٦).
وأما قول الحافظ فيه: «مقبول» فلعله لم يجد فيه إِلَّا ذكر ابن حبان له في «الثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 149 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن أباك أراد أمرًا فأدركه

  • 📜 حديث: إن أباك أراد أمرًا فأدركه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن أباك أراد أمرًا فأدركه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن أباك أراد أمرًا فأدركه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن أباك أراد أمرًا فأدركه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب