حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أحبَّ لقاءَ اللَّه أحبَّ اللَّهُ لقاءَه

عن شريح بن هانئ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه». قال: فأتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول اللَّه حديثا، إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: إن الهالك من هلك بقول رسول اللَّه ﷺ. وما ذاك؟ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه». وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول اللَّه ﷺ وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخَص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنّجت الأصابع، فعند ذلك، من أحب لقاء اللَّه، أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه، كره اللَّه لقاءه.

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٥) عن سعيد بن عمرو الأشعثي، أخبرنا عبثر، عن مطرف، عن عامر، عن شريح بن هانئ، فذكره.

عن شريح بن هانئ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه». قال: فأتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول اللَّه حديثا، إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: إن الهالك من هلك بقول رسول اللَّه ﷺ. وما ذاك؟ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه». وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول اللَّه ﷺ وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخَص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنّجت الأصابع، فعند ذلك، من أحب لقاء اللَّه، أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه، كره اللَّه لقاءه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:


عن شريح بن هانئ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه». قال: فأتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول اللَّه حديثا، إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: إن الهالك من هلك بقول رسول اللَّه ﷺ. وما ذاك؟ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه». وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول اللَّه ﷺ وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخَص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنّجت الأصابع، فعند ذلك، من أحب لقاء اللَّه، أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه، كره اللَّه لقاءه.


1. شرح المفردات:


● لقاء الله: الموت والانتقال إلى الدار الآخرة.
● شخص البصر: تثبيت النظر وعدم تحريكه، وهو من علامات سكرات الموت.
● حشرج الصدر: ارتفاع النفس وصعوبته، كأنه يغص به.
● اقشعر الجلد: تقبض الجلد وانتصاب الشعر من شدة الهول.
● تشنّجت الأصابع: انقباضها وتقلصها عند الموت.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يبين حال العبد عند الموت، وأن محبة لقاء الله أو كراهيته تكون في تلك اللحظات العصيبة التي تسبق خروج الروح.
المعنى الإجمالي: أن من كانت محبة لقاء الله – وهو الموت – صفة لازمة له في حال صحته وقوته، بسبب قوة إيمانه وثقته بوعد الله، فإن الله يحب لقاءه. ومن كره الموت خوفًا من لقاء الله بسبب تقصيره في الطاعات، فإن الله يكره لقاءه.
وقد فهم أبو هريرة رضي الله عنه – في أول الأمر – أن كراهية الموت التي تجد في نفس كل إنسان (لأنها طبيعة بشرية مفطورة على حب البقاء وكره الفناء) تدخل تحت هذا الحديث، فظن أن الجميع قد هلكوا لأنهم يكرهون الموت. فبينت له أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الفهم الصحيح للحديث.
الشرح التفصيلي من كلام عائشة رضي الله عنها: أن الحكم ليس على كراهية الموت الطبيعية، بل على الحالة التي يكون عليها العبد عند سكرات الموت ونزع الروح. فحينئذٍ يتبين حقيقة الإيمان واليقين:
● المؤمن الصادق: عندما تأتيه سكرات الموت، يطمئن قلبه بموعود الله، ويشتاق إلى لقاء ربه، فتسكن نفسه لذلك وتطمئن، فيحبه الله ويقبض روحه في رضا وطمأنينة.
● الفاجر أو المنافق: عند الموت تتفاقم كراهيته للقاء الله، ويظهر جزعه وخوفه من العقاب، فيكره الله لقاءه ويقبض روحه على تلك الحالة.
فالامتحان الحقيقي يكون عند سكرات الموت، حيث ينكشف الغطاء ويظهر ما في القلوب من إيمان أو نفاق.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الفهم الصحيح للنصوص: ضرورة الرجوع إلى فهم السلف الصالح للنصوص، وعدم الاكتفاء بالفهم الظاهري المجرد، كما فعلت عائشة رضي الله عنها عندما صححت فهم أبي هريرة.
2- حقيقة محبة الله وكراهيته: أن محبة العبد للقاء الله علامة على كمال إيمانه، واستعداده للقاء ربه، فيقابله الله بالمحبة والرضا.
3- الاستعداد للموت: ينبغي للمسلم أن يعمل الصالحات ويجتهد في الطاعات، حتى يلقى الله وهو عنه راض.
4- طمأنينة المؤمن عند الموت: أن المؤمن الحق يموت وهو مطمئن القلب، مشتاق إلى ربه، غير خائف ولا وجل.
5- التحذير من سوء الخاتمة: التي تكون بسبب الإصرار على المعاصي والتقصير في الطاعات، فيكره العبد لقاء الله فيكره الله لقاءه.


4. معلومات إضافية:


● الحديث رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام البخاري ومسلم في "صحيحيهما"، والإمام أحمد في "مسنده".
● من فوائد الحديث: أن كراهية الموت بحد ذاتها لا تدل على نقص الإيمان، لأنها غريزة بشرية، ولكن المذموم هو كراهية لقاء الله بسبب البعد عن الطاعة والخوف من العقاب.
- يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى بأن يحسن خاتمته، وأن يتوفاه على الإيمان والتقوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٥) عن سعيد بن عمرو الأشعثي، أخبرنا عبثر، عن مطرف، عن عامر، عن شريح بن هانئ، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

  • 📜 حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب